كتاب الحجة في القراءات السبع

ومن سورة الزلزلة
قوله تعالى: خَيْراً يَرَهُ وشَرًّا يَرَهُ «1» بإشباع الضمة واختلاسها. وقد ذكر في آل عمران «2».

ومن سورة القارعة
قوله تعالى: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ «3». يقرأ بإثبات الهاء وحذفها. وعلله مذكورة في الأنعام «4».

ومن سورة التكاثر
قوله تعالى: لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ «5». يقرأ بفتح التاء وضمّها. فالحجة لمن فتح: أنه دل بذلك على بناء الفعل لهم فجعلهم به فاعلين. والحجة لمن ضم: أنه دلّ بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله، والأصل في الفعل «لترأيونّ» على وزن: «لتفعلون» فنقلوا فتحة الهمزة إلى الراء، وهي ساكنة، ففتحوها، وحذفوا الهمزة تخفيفا، فبقيت الياء مضمومة، والضم فيها مستثقل، فحذفوا الضمة عنها فبقيت: ساكنة، وواو الجمع ساكنة، فحذفوا الياء لالتقاء الساكنين، فالتقى حينئذ ساكنان: واو الجمع، والنون المدغمة، فحذفوا الواو لالتقائهما. فأمّا قوله: ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ «6» فبفتح التاء لا خلاف بينهم فيه.
ومن سور الهمزة
قوله تعالى: الَّذِي جَمَعَ مالًا «7». يقرأ بتشديد الميم وتخفيفها. فالحجة لمن شدد:
أنه أراد: تكرار الفعل ومداومة الجمع. والحجة لمن خفف: أنه أراد: جمعا واحدا لمال واحد.
__________
(1) الزلزلة: 7، 8.
(2) انظر: 111 عند قوله تعالى: يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ.
(3) القارعة: 10.
(4) انظر: 145 عند قوله تعالى: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ.
(5) التكاثر: 6.
(6) التكاثر: 7.
(7) الهمزة: 2.

الصفحة 375