كتاب قدم العالم وتسلسل الحوادث

جهل وغلظة أن يضعوا سيوفهم في معسكر الإيمان والقرآن من رجال الفقه والدين مع الإبقاء على ذوى الحرف وأرباب الصنائع من أجل عمارة البلدان ومصالح الأبدان.
وقد أخذ هؤلاء السفكة من التتار بمشورة هذا الخبيث الملحد، فأعملوا سيوفهم في أهل الإسلام في كل بلد دخلوه حتى قدر عدد القتلى بسيوف هؤلاء المجرمين بما يقرب من مليون وثمانمائة ألف شخص ونكب الإسلام بهم نكبة جعلت أعداءه من اليهود والنصارى والمجوس يبكونه ويرثون لحاله، وبذلك تمكن هذا اللعين من شفاء نفسه من حزب الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذين هم جند الإيمان وعسكر القرآن. وكان يود له أنه شهد وقعة أحد مع أبي سفيان وحزنه، وكان جنديا في جيش الباطل إذاً لصال وجال وأقر أعين إخوانه من أهل الشرك والضلال وأوفى نذره في الكيد للإسلام وجها أهله، او يرى مقتولاً متمزق اللحمان.
*****
وشواهد الأحداث ظاهرة على ... ذا العالم المخلوق بالبرهان
وأدلة التوحيد تشهد كلها ... بحدوث كل ما سوى الرحمن
أو كان غير الله جل جلاله ... معه قديماً كان ربا ثان
إذ كان عن رب العلي مستغنياً ... فيكون حينئذ لنا ربان
والرب باستقلاله متوحد ... أفممكن أن يستقل اثنان
لو كان ذاك تنافيا وتساقطا ... فإذا هما عدمان ممتنعان
والقهر والتوحيد يشهد منهما ... كل لصاحبه هما عدلان
ولذلك اقترنا جميعاً في صفات ... الله فانظر ذاك في القرآن
فالواحد القهار حقاً ليس في ... الإمكان أن تحظى به ذاتان

الصفحة 251