كتاب قدم العالم وتسلسل الحوادث
على الماء) والحديث الآخر الذي بمعناه (أن الله لما خلق القلم قال له: أكتب، قال: ما أكتب؟ قال: أكتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة، وذلك قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف عام وكان عرشه على الماء)
فهذا صريح في وجود مخلوقات قبل السموات والأرض حيث أخبر أن التقدير سابق على وجود هذه الأعيان بخمسين ألف سنة، ووجود العرش كان سابقاً على هذا التقدير بدليل قوله {وكان عرشه على الماء} أي عند كتابة القلم للمقادير ولا يرى إلا الله كم من السنين كان العرش على الماء قبل أن يجري القلم بما جرى به من قدر الله عز وجل.
*****
والناس مختلفون في القلم الذي ... كتب القضاء به من الديان
هل كان قبل العرش أو هو بعده ... قولان عند أبي العلا الهمذاني
والحق أن العرش قبل لأنه ... قبل الكتابة كان ذا أركان
وكتابة القلم الشريف تعقبت ... إيجاده من غير فصل زمان
لما براه الله قال: اكتب كذا ... فغدا بأمر الله ذا جريان
فجرى بما هو كائن أبداً إلى ... يوم المعاد بقدرة الرحمن.
الشرح
اختلف العلماء هل القلم كان قبل العرش أو بعده، وأيهما كان أول المخلوقات؟ قولان ذكرهما الحافظ أبو العلا الهمداني، أصحهما أن العرش كان قبل القلم، لما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله
الصفحة 259
280