كتاب قدم العالم وتسلسل الحوادث
فصل
في خلود أهل الجنة ودوام صحتهم ونعيمهم وشبابهم
واستحالة النوم والموت عليهم
هذا وخاتمة النعيم خلودهم ... أبداً بدار الخلد والرضوان
أو ما سمعت منادى الإيمان ... يخبر عن مناديهم بحسن بيان
لكم حياة ما بها موت وعافية ... بلا سقم ولا أحزان
ولكم نعيم ما به بؤس وما ... لشبابكم هرم مدى الأزمان
كلا ولا نوم هناك يكون ذا ... نوم وموت بيننا أخوان
والجهم أفناها وأفنى أهلها ... تباً لذاك الجاهل الفتان
طردا لنفى دوام فعل الرب في ... الماضي وفي مستقبل الأزمان
وأبو الهذيل يقول يفنى كل ما ... فيها من الحركات للسكان
وتصير دار الخلد مع سكانها ... وثمارها كحجارة البنيان
قالوا ولولا ذاك لم يثبت لنا ... رب لأجل تسلسل الأعيان
فالقوم إما جاحدون لربهم ... أو منكرون حقائق الإيمان
الشرح
هذا وتمام نعيم أهل الجنة وخلودهم فيها وبقاءهم أبد الآباد ولا يفنون ولا يخرجون، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، فإن الآيات والأحاديث في هذا الباب من الكثرة والصراحة بحيث لا تقبل جدلاً ولا تأويلاً كقوله تعالى {خالدين فيها أبدا} {لهم فيهم نعيم مقيم} {وما هم منها بمخرجين} {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ}
الصفحة 269
280