كتاب قدم العالم وتسلسل الحوادث

{طبتم فادخلوها خالدين} {أكلها دائم وظلها} إلى غير ذلك من الآيات التي لا تحصى كثرة.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يجاء بالموت كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، ثم يقال يا أهل النار هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال فيؤمر به فيذبح، قال ثم يقال: يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون} .
قال المؤلف في (حادى الأرواح " وهذا الكبش والإضجاع والذبح ومعاينة الفريقين ذلك حقيقة لا خيال ولا تمثيل كما أخطأ فيه بعض الناس خطأ قبيحاً، وقال: الموت عرض والعرض لا يتجسم، فضلاً عن أن يذبح وهذا لا يصح، فإن الله ينشيء من الموت صورة كبش يذبح كما ينشيء من الأعمال صوراً معاينة يثاب بها ويعاقب، والله تعالى ينشىء من الأعراض أجساماً تكون الأعراض أعراضاً مادة لها وينشىء من الأجسام أعراضاً كما ينشىء سبحانه من الأعراض أعراضاً ومن الأجسام أجساماً، فالأقسام الأربعة ممكنة مقدورة للرب تعالى ا 0 هـ.
وأهل الجنة كذلك في عافية دائمة لا يصيبهم الآفات ولا الأمراض ولا الآلام والأوصاب، كما قال تعالى {لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} ونعيمهم باق فلا يلحقهم بؤس ولا شقاء، وشبابهم لا يفنى ولا يحول ولا

الصفحة 270