كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

و"فتح المجيد"، فإني قد رأيت أن فيه إضافة علمية جديدة فعرضته على بعض مشايخي، وقرأت عليهم منه مواضع فأقروه، وبالتالي اخترت تحقيقه موضوعا لرسالتي هذه.
ولقد كان من أهم ما واجهته في بحثي هذا وكان سببا - بعد قدر الله - في عدم ظهور هذه الرسالة قبل هذا الوقت ما تعذّر عليّ من عدم وجود معلومات كافية عن المؤلف، لكنني بحمد الله وفضله استطعت بعد ذلك أن أقف على ما يحقق الغرض، فإنني بعد أن قمت باستعراض الكتب التي يظن أن له أو لأبيه فيها ترجمة ك "البدر الطالع" للشوكاني، و "نيل الوطر" لمحمد زبارة، والمعاجم الحديثة، ولم أجد له فيها ذكر، انتقلت إلى المخطوطات ك "المخلاف السليماني" لحسن بن أحمد عاكش الضمدي و "حدائق الزهر" له أيضا فقرأتها لعلي أجد عن المؤلف شيئًا فلم أجد.
- حينها أرسلت رسالة لعالم مشهور في اليمن له باع طويل في التاريخ والآثار وهو الشيخ القاضي إسماعيل بن علي الأكوع لعليِّ أحظى عنده بترجمة كاملة للمؤلف وأسرته فلم أجد.
- ثم إنه نقل إلي أنه ربما أجد معلومات عن المؤلف عند بعض أهل العلم في ضمد، فسافرت إليها واتصلت بأحد العلماء الأفاضل وهو الشيخ علي بن محمد أبو زيد الحازمي والذي حصلت على النسخة الأصلية من مكتبته كما سيأتي ذكره1 فوعدني - جزاه الله خيرا - باستعراض ما يستطيع الوصول إليه من مخطوطات يرى بأنها مظنةٌ لترجمتِه إلا أنه أرسل إلي بعد فترة أنه لم يجد شيئًا.
__________
(1) انظر: (ص 73) .
(العالم اسم لذوي العلم من الملائكة والجن والإنس) ، ولا يقال للبهائم: عالم; لأنها لا تعقل1 واختلف2 في مبلغ عددهم، والله تعالى أعلم بالصحيح منها. فنقل عن المتقدمين أعداد مختلفة، فقال مقاتل3 " (ثمانون ألف عالم نصفها في البر ونصفها في البحر "4 وقال الضحاك5 " (ثلاثمائة وستون عالمًا حفاة عراة لا يعرفون خالقهم،
__________
(1) ((تفسير البغوي)) : (1/ 40) , و ((تفسير القرطبي)) : (1/ 138) , وقال: لأن هذا الجمع إنما هو جمع من يعقل, وكذا في ((تفسير ابن كثير)) : (1/ 25) ونقل عن قتادة ومجاهد والحسن أن العالمين جميع المخلوقين قال الله تعالى: {قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما} . انظر: ((تفسير البغوي)) : (1/ 40) , وجاء في ((المعجم الوسيط)) (2/ 630) : (كل صنف من أصناف الخلق كعالم الحيوان وعالم النبات) فأدخل في إطلاق اسم العالم: الحيوان والنبات.
(2) في ((ر)) : (واختلفوا) .
(3) هو: مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدي الخراساني -أبو الحسن البلخي- روى عن مجاهد وعطاء والضحاك بن مزاحم, كان من العلماء الأجلاء, قد رمي بالتجسيم, قال عنه الذهبي: كان من أوعية العلم بحرا في التفسير, مات سنة 150هـ. انظر ترجمته في: ((طبقات المفسرين)) : (2/ 330-331) , ((تهذيب التهذيب)) : (10/ 279-285) , ((وفيات الأعيان)) : (5/ 255-257) .
(4) ((تفسير البغوي)) : (1/ 40) .
(5) هو: الضحاك بن مزاحم الهلالي -أبو القاسم-, ويقال: أبو محمد, تاب عي جليل, كان إماما في التفسير, كان الضحاك إذا أمسى بكى, فيقال له فيقول: لا أدري ما صعد اليوم من عملي, وكان دأبه إذا سكت أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله, مات سنة 102هـ, وقيل: 105هـ, وقيل: 106هـ.
انظر ترجمته في: ((البد، الآية والنه، الآية)) : (9/ 249) , ((سير أعلام النبلاء)) : (4/ 598- 600) , ((تهذيب التهذيب)) : (4/ 453-454) .

الصفحة 12