كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)
عندي من المسيح الدجال قالوا: بلى، قال: الشرك الخفي ... "1 الحديث.
ذكر الشارح (ص 377) أن الرياء درجات وأن أولها الرياء بأصل الإيمان.
والثانية: أن يكون مصدقا بالله ولكنه يرائي بالصلاة والزكاة فهذا دون الأول.
والثالثة: الذي يرائي بالنوافل والسنن. وذكر في خاتمة الباب (ص 377) حديث أبي بكر في كفارة الشرك الخفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مر ات "
وفي باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا:
وتحت قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ} 2 قال الشارح في (ص 378) بأنها نزلت في كل من عمل عملاً يبتغي به غير الله تعالى.
وذكر في الترهيب من ذلك: أن رجلاً كان يلازم مسجد موسى عليه السلام فمسخه الله أرنبًا. ثم ذكر بعد ذلك في (ص 379) حديث الثلاثة الذين هم أول من يقضى فيهم: المجاهد والقارئ والمتصدق، ثم ذكر أن معاوية لما بلغه هذا الحديث بكى حتى غشي عليه.
__________
(1) ابن ماجه: الزهد (4204) , وأحمد (3/30) .
(2) سورة هود، الآية: 15.
رواه أحمد بسند لا بأس به.
وله عن عقبة بن عامر مرفوعًا: " من تعلق تميمة فلا أتم الله له
__________
ما أفلحت "} أي: ما نجوت {"أبدا"، رواه [أحمد] ،1 بسند لا بأس به} 2 فيه أنه إذا فعله أحد جهالة فإنه يعرف بأنه منهي عنه، ويغلظ عليه الأمر، فإن أصر على ذلك بعد معرفته أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه فإنه3 يكفر، ولو لم يفعله.
{وله عن عقبة بن عامر4 مرفوعًا: / " من تعلق تميمة فلا أتم الله له "5} التميمة: العزيمة،6 ويقال: إنها خرزة كانوا يتعلقونها يرون أنها تدفع الآفات عنهم، واعتقاد هذا جهل وضلال، إذ لا نافع ولا دافع إلا الله
__________
(1) في ((الأصل)) : ((رواه مسلم)) نن, وهو خطأ ظاهر من سبق قلم, والصواب ما أثبته من بقية النسخ و ((المؤلفات ((, وما يظهر من الأصول الحديثية يبين أن الصواب: (أحمد) فسند الإمام مسلم لا يوصف بأنه لا بأس به.
(2) ((مسند الإمام أحمد)) : (4/445) , ((سنن ابن ماجه)) : (2/1167-1168, ح 3531) , كتاب الطب, باب تعليق التمائم. الحديث صححه ابن حبان. انظر: ((الموارد)) : (ص 342, ح 1411) . وصححه الحاكم في ((المستدرك)) (4/216) فقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(3) كلمة: (فإنه) سقطت من ((ر)) , وهي ثابته في بقية النسخ.
(4) هو: عقبة بن عامر بن عبس الجهني -أبو حماد-, ويقال: أبو عامر, صحابي, روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وولي إمرة مصر من قبل معاوية, مات بها سنة 58 من الهجرة. انظر ترجمته في: ((طبقات خليفة بن خياط ((: (ص 121) , ((تهذيب التهذيب)) : (7/242-244) , ((الاستيعاب)) : (8/100) .
(5) أحمد (4/154) .
(6) هكذا في ((الأصل)) , وفي بقية النسخ: (التميمة: يقال إنها خرزة ... إلخ) .