كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)
باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
وقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} .
__________
ونذر المعصية لا يجوز الوفاء به، وليس فيه كفارة، وكفارته تركه، ومن ذلك ما ينذره كثير من الجهال من الشمع والزيت وغيرهما لقبور وأحجار1.
{12- باب من الشرك الاستعاذة بغير الله تعالى2}
الاستعاذة: الالتجاء والامتناع بالغير مما يخشاه من عاذ يعوذ، والله سبحانه وتعالى ملاذ المستعيذ المجهود لا غيره.
{وقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} 3} وذلك أن الرجل من العرب في الجاهلية، كان إذا سافر في أرض قفر، قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، فيبيت في أمن وجوار منهم حتى يصبح4. روى البغوي بإسناد عن الثعلبي5 عن
__________
(1) في ((ع)) : (القبور والأحجار) .
(2) في ((ر)) : (باب استعاذة بغير الله) خلافا للنسخ الأخرى و ((المؤلفات)) .
(3) سورة الجن، الآية: 6.
(4) ((تفسير البغوي)) : (4/402) , ومن أجل هذا سلط الله عليهم قادة الجن فزادوهم تخويفا وإرجافا كما أخبر الله عنهم في هذه ال، الآية.
(5) هو: أحمد بن محمد بن إبراهيم -أبو إسحاق- النيسابوري, له كتاب في التفسير لم يطبع, وله كتاب ((عرائس المجالس في قصص الأنبياء)) , وكان صادقا موثقا بصيرا بالعربية, طويل الباع في الوعظ, توفي سنة 427 هـ. انظر ترجمته في: ((وفيات الأعيان)) (1/79-80) , ((سير أعلام النبلاء)) : (17/435 -437) , ((الأعلام)) : (1/212) .