كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} 1.
وقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) } 2
__________
المعان، ومن خذله فهو المخذول {وَاعْبُدُوهُ َ} أي: وحدوه {وَاشْكُرُوا لَهُ} 3} لأنه المنعم عليكم بالرزق {إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أي: في الآخرة.
{وقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ} يعني: الأصنام لا تجيب عابديها إلى شيء يسألونها {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} يعني: لا تجيب أبدا ما دامت الدنيا {وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} لأنها جمادات لا تسمع ولا تفهم {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} 4أي: جاحدين5.
__________
(1) سورة العنكبوت، الآية: 17.
(2) سورة الأحقاف، الآية: 5-6.
(3) سورة العنكبوت، الآية: 17.
(4) سورة الأحقاف، الآية:5، 6.
(5) ((تفسير البغوي)) : (4/163) . وانظر: ((تفسير الطبري)) : (13/26/4) , و ((تفسير القرطبي)) : (16/183) , و ((تفسير ابن الجوزي)) : (7/370) .

الصفحة 178