كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ 14) } .
وفي " الصحيح " عن أنس قال: " شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وكسرت رباعيته، فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت:.
__________
تعالى1 {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} يعني: الأصنام {مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير} هو لفافة النواة وهي القشرة الرقيقة التي تكون على النواة {إِنْ تَدْعُوهُمْ} يعني: الأصنام {لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} يعني: أنها جماد {وَلَوْ سَمِعُوا} 2 على سبيل الفرض والتمثيل {مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} أي: ما أجابوكم وما نفعوكم {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} أي: يتبرءون منكم، ومن عبادتكم إياها {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} 3 يعني: نفسه تعالى، أي: لا ينبؤك مثلي; لأنه عالم بالأشياء4.
{وفي "الصحيح" عن أنس} بن مالك رضي الله عنه {قال: شج النبي صلى اله عليه وسلم يوم أحد، وكسرت رباعيته} الرباعية: هي التي تلي الثنية، وهي أربع رباعيات5 {فقال: كيف يفلح قوم شجو نبيهم} صلى اله عليه وسلم {فنزلت
__________
(1) الفقرات المفسرة السابقة لأجزاء هذه ال، الآية كلها من ((تفسير البغوي)) : (3/568) .
(2) زاد هنا في ((ر)) كلمة: (أي) .
(3) سورة فاطر، الآية:13، 14.
(4) ((تفسير البغوي)) : (3/568) .
(5) انظر: ((لسان العرب)) : (8/108) , مادة: ((ربع)) .

الصفحة 182