كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

صلى الله عليه وسلم تسليما.....................................................
__________
بتبليغه، وهو أخص من النبي فإنه إنسان أوحي إليه بشرع ولم1 يؤمر بتبليغه2.
{صلى الله عليه} الصلاة من الله: رحمة، ومن الملائكة: استغفار، ومن المؤمنين: دعاء وتضرع3 {وسلم تسليمًا4} إجلالاً وتعظيمًا، قرن
__________
(1) هكذا في ((الأصل)) , وفي بقية النسخ: (وإن لم يؤمر) .
(2) من أحسن ما قيل في التفريق بين النبي والرسول, والنبوة والرسالة, أن النبي: هو من نبأه الله بخبر السماء, فإن أمره أن يبلغ غيره فهو نبي رسول, وإن لم يأمره بتبليغ غيره فهو نبي وليس برسول. أو أن الرسول: من أرسل إلى قوم مخالفين كنوح عليه السلام, والنبي هو: من لم يرسل إلى قوم مخالفين وإن أمر بتبليغ الدعوة. فيكون الرسول أخص من النبي, فكل رسول نبي, وليس كل نبي رسولاً. وعليه فتكون الرسالة أعم من النبوة من جهة نفسها, فإن الرسالة تتناول النبوة وغيرها, وأخص من النبوة من جهة أهلها.
انظر: ((شرح العقيدة الطحاوية)) : (ص 158) . والذي يتلخص في هذه المسألة أن النبوة والرسالة, والنبي والرسول, من الكلمات التي إذا اجتمعت فرق بينهما في المعنى, وإذا تفرقت اجتمعت في المعنى.
(3) انظر: ((لوامع الأنوار البهية)) : (1/ 46) , فقد ذكر السفاريني نحوه. ثم قال بعده: (هذا هو المشهور والجاري على ألسنة الجمهور) . وقد اختار ابن القيم رحمه الله في كتابه ((جلاء الأفهام)) (ص 86) : أن الصلاة من الله على رسوله بمعنى الثناء عليه وإظهار فضله, وهو موافق لما ذكره البخاري في ((صحيحه)) , انظره مع: ((الفتح)) : (8/ 532) عن أبي العالية قال: (صلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى) . وفي ((تفسير البغوي)) : (3/ 541-542) ذكر معنى {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} , أي: ادعوا له بالرحمة. وانظر: ((لسان العرب)) : (14/ 464) .
(4) في ((المؤلفات)) : (الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم) .

الصفحة 19