كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

قوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ} 1 الأهواء: جمع هوى، وهو ما تدعو شهوة النفس إليه، قال عامر الشعبي: (ما ذكر الله تعالى الهوى في القرآن إلا وذمه) ،2 وقال أبو عبيد: (لم نجد الهوى يوضع إلا موضع الشر لأنه لا يقال فلان يهوى الخير، إنما يقال يحب الخير ويريده) ،3 وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتبع قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} 4.
قال الحسن: (هو الذي لا يهوى شيئًا إلا ركبه) 5 وقال قتادة: (هو الذي كلما هوى شيئًا ركبه وكلما اشتهى شيئًا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى) 6.
وروى من حديث عن أبي أمامة7 مرفوعا بإسناد ضعيف: " ما تحت
__________
(1) سورة المائدة، الآية: 77.
(2) انظر: ((تفسير الفخر الرازي)) : (12/ 63) . وفي ((تفسير الألوسي)) : (25/ 152) , و ((ذم الهوى)) لابن الجوزي: (ص 18) , نسباه إلى ابن عباس.
(3) انظر: ((تفسير الفخر الرازي)) : (12/ 63) , وقد جاء في ((تفسير القرطبي)) ذكره: (2/ 25) , وجاء بعده قوله: وقد يستعمل في الحق, ومنه قول عمر- رضي الله عنه- في أسارى بدر, فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر, ولم يهو ما قلت, وقالت عائشة- رضي الله عنها- للنبي- صلى الله عليه وسلم: والله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. أخرجه مسلم.
(4) سورة الجاثية، الآية: 23.
(5) ((تفسير السيوطي)) : (6/ 260) إلا ان فيه (تبعه) بدل (ركبه) , و ((تفسير القرطبي)) : (13/ 36) .
(6) ((تفسير السيوطي)) : (6/ 260) , ((تفسير الشوكاني)) : (5/ 8) مختصرا منسوبا إلى الحسن وقتادة.
(7) هو: صدى بن عجلان بن الحارث- أبو أمامة- الباهلي السهمي, صحابي جليل, خاطب بعض التابعين فقال: ((لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شيء أشد خوفا على هذه الأمة من الكذب والعصبية ألا وإياكم والكذب والعصبية, ألا وإنه أمرنا أن نبلغكم ذلك عنه ألا وقد فعلنا فأبلغوا عنا ما بلغناكم)) , توفي- رضي الله عنه- سنة 86 هـ, وقيل: 81 هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (2/ 398) , ((الإصابة)) : (5/ 133- 134) , ((تهذيب التهذيب)) : (4/ 420) .

الصفحة 217