كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

إمارة آل المتحمي:
ومن هنا بدأت في عسير إمارة آل المتحمي التابعة للدولة السعودية آنذاك، وكان الأمير الأول محمد بن عامر المتحمي الذي عرف بلقب (أبو نقطة) وقد حكم سنتين، ثم خلفه أخوه عبد الوهاب الذي سار على نهجه في نصر الدعوة وتوسيع رقعة الدولة السعودية1 فقد قام عبد الوهاب بفتح مدينة (أبو عريش) وما حولها بعد قتال كبير مع الشريف حمود وأتباعه وكان ذلك سنة 1217 هـ2.
وقد كان المؤلف وأبوه وإخوانه وأسرته ممن يترقبون ويعايشون تلك الحروب قائمين بما يمكنهم القيام به لمناصرة الحق من مشاركة فعلية في تلك الحروب أو القيام بأعمال الدعوة والتدريس.
فقد كان أبو المؤلف (محمد بن عبد الهادي) بصحبة ذلك الجيش فكان مع الأمير في خيمته3.
وكان المؤلف عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي قاضيا في تلك السنة4 فلعله كان قائما بالقضاء محل أبيه فقد عرف أن أباه كان قاضيًا أيضًا5.
وبهذا الفتح طالب الأشراف بالأمان ودخلوا ضمن الدولة السعودية، فأصبحت أبو عريش وصبيا وما حولهما تابعة للدولة السعودية، والتزم
__________
(1) انظر: ((الظل الممدود)) لمحمد بن هادي: (ص 24) .
(2) انظر: ((نفح العود)) للبهكلي: ص 172- 174.
(3) انظر: ((الظل الممدود)) لمحمد بن هادي: ص 24.
(4) انظر: ((تاريخ عسير في الماضي والحاضر)) لهاشم بن سعيد النعمي: ص 133.
(5) انظر: كتاب ((في بلاد عسير)) لفؤاد حمزة: ص 154 , ومقدمة ((الظل الممدود)) : ص 10.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 1. ..............................................................
__________
وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً} 2 وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولاً3 بعثهم الله تعالى بالتوحيد كما بعثنا فيكم محمدًا رسولاً بالتوحيد {أنِ اعْبُدُوا الله} ، أي: وحدوا الله بالعبادة، والإخلاص {وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} هو عام في كل ما عبد من دون الله، وشر الطواغيت إبليس لعنه الله، ومنها الحاكم بغير ما أنزل الله، والكاهن والساحر، والطاغي عن حده، وكل ما يطغى الإنسان فهو طاغوت4 وعبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت، وفيه معنى قوله
__________
(1) سورة النحل، الآية: 36.
(2) سورة النحل، الآية: 36.
(3) أعداد الأنبياء والرسل مما نَقَلَ العلماء فيه الخلاف, فقال البغدادي في ((أصول الدين)) (ص 157) بأن: عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا كما وردت به الأخبار الصحيحة. . . وأجمعوا على أن الرسل معهم ثلاثمائة وثلاثة عشرة. وقال ابن كثير في ((تفسيره)) (1/ 599) : (وقد اختلف في عدة الأنبياء والمرسلين, والمشهور في ذلك حديث أبي ذر الطويل. . . وذكره بسنده عن ابن مردويه, وفيه: قلت: يا رسول الله, كم الأنبياء؟ قال: ((مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا)) , قلت: يا رسول الله, كم الرسل منهم؟ قال: ((ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفير. . .)) الحديث. قال: وقد روي الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم بن حبان البستي في كتابه ((الأنواع والتقاسيم)) , وقد وسمه بالصحة, وخالفه أبو الفرج بن الجوزي فذكر هذا الحديث في كتابه ((الموضوعات)) . . . . وقد روي هذا الحديث من وجه آخر عن صحابي آخر. . . عن أبي أسامة وذكره إلا أنه قال في الرسل: ثلاثمائة وخمسة عشر.
(4) وقد عرف الشيخ محمد بن عبد الوهاب الطاغوت بأنه: كل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله, ثم ذكر رءوسهم وهي: الأول: الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله. الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى. الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله. الرابع: الذي يدعي علم الغيب من دون الله. الخامس: الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة. انظر: ((مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب)) , قسم العقيدة والآداب: (ص377-378) .

الصفحة 23