كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

كما اتخذ إبراهيم خليلا.
__________
يسعه مخالة غيره، ولجأ إليه في سد خلالته فكفاه ووقاه، ولا يحتاج إلى المخلوقين، قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: (الخلة تتضمن كمال المحبة ونهايتها، بحيث لا يبقى في قلب المحب سعة لغير محبوبه، وهي منصب لا يقبل المشاركة بوجه ما) 1 {كما اتخذ إبراهيم خليلا} قال الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} 2 ولما أظهر الجعد بن درهم3 إنكار كلام الله لموسى ومخالته لإبراهيم ضحى به خالد بن عبد الله القسري45 في آخر دولة بني أمية، فخطب خالد الناس يوم عيد
__________
1"الجواب الكافي"لابن القيم: (ص 275) , وانظر:"روضة المحبين": (ص 47) بنحوه.
2 قوله: (قال الله تعالى {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} سقط من النسخ غير"الأصل".
3 هو: جعد بن درهم من الموالي, وكان من أهل الشام, وهو شيخ الجهم بن صفوان الذي تنسب إليه الجهمية. وقد كان ابتدع القول بأن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا, ولا كلم موسى تكليما وأن ذلك لا يجوز على الله. وقد قال له وهب: إني لأظنك من الهالكين, لو لم يخبرنا الله أن له يدا وأن له عينا ما قلنا ذلك, وقد قتله خالد بن عبد الله القسري يوم العيد سنة 118 هـ. انظر ترجمته في:"ميزان الاعتدال": (1/ 399) ,"سير أعلام النبلاء": (5/ 433) ,"البد، الآية والنه، الآية": (10/ 22- 23) .
4 في"ر", و"ش": (القشيري) , وفي"ع": (خالد بن الوليد بن عبد الله القشيري) , والصواب ما أثبته من"الأصل".
5 هو: خالد بن عبد الله بن يزيد- أبو الهيثم- البجلي القسري الدمشقي, ولي مكة وولي العراق في الخلافة الأموية. قال الذهبي: فيه نصب معروف, وقال ابن معين: رجل سوء يقع في علي, قتل الجعد بن درهم الجهمي المعروف, وقتل المغيرة بن سعيد ى البجلي الرافضي الكذاب. انظر ترجمته في:"سير أعلام النبلاء": (5/ 425- 432) ,"وفيات الأعيان": (2/ 226- 231) ,"تهذيب التهذيب": (3/ 101) ,"شذرات الذهب": (1/ 169) .

الصفحة 230