كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

الأشراف بقيادة حمود نصر الدعوة، فقاتلوا كثيرًا من البلاد اليمنية وأدخلوها في دولة التوحيد1.
ويستمر الجهاد من أهل تلك البلاد مع الدولة السعودية فيصدر الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود أمره إلى عبد الوهاب في شهر ذي الحجة من سنة 1217هـ2 أن يتوجه بجيش إلى مكة لملاقاة جيش يقوده سعود ويصل الجيشان إلى مكة ويتم لهما النصر على الشريف غالب، ويعود كل جيش إلى دياره بعد أن يخلف حامية هناك وذلك في أوائل سنة 1218 هـ3.
وفي شهر رجب من تلك السنة يصل الخطاب من الإمام عبد العزيز إلى عبد الوهاب بالمسير مرة أخرى إلى مكة، وكذلك وصلت خطابات أخرى لأمراء تهامة لنفس الغرض ليجتمعوا بعبد الوهاب ويسيروا سويًّا ليلتقوا جميعًا في الطائف ويسيروا منها إلى مكة4 وقد كان بصحبتهم أبو المؤلف (محمد بن عبد الهادي) داعيا وموجها، وكذلك أخوه إسماعيل بن محمد5.
ولما وصلوا كانت الأمور قد تغيرت فقد مات الإمام عبد العزيز وخلفه ابنه سعود فلم يصل الجيش من هناك، وكذلك فإن شريف مكة قد وصله مدد كبير من اليمن فاكتفى عبد الوهاب بإرسال خطاب للشريف
__________
(1) ((نفح العود)) للبهكلي: ص 173.
(2) انظر: ((الظل الممدود)) لمحمد بن هادي: ص 29 , و ((نفح العود)) للبهكلي: ص 174 , 176.
(3) انظر: ((الظل الممدود)) لمحمد بن هادي: ص 30.
(4) انظر: نفس المصدر السابق: ص 32 , و ((نفح العود)) للبهكلي: ص 211.
(5) انظر: ((الظل الممدود)) لمحمد بن هادي: ص 36- 37.
وقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ..........................................
__________
تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} 1 والرسل عليهم السلام كانوا يأمرون أممهم بأن يعبدوا الله بالإخلاص، وأن يجتنبوا الطاغوت {فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَة} 2.
{وقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ} قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: ومعناه وأمر ربك3، وقيل معناه: وأوجب ربك، وقيل: وحكم ربك، وقيل: أوصى ربك، وهي قراءة علي بن أبي طالب وابن مسعود4 -رضي الله عنهما5 -.
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 256.
(2) سورة النحل، الآية: 36.
(3) انظر: ((تفسير السيوطي)) : (5/258) .
(4) هو: عبد الله بن مسعود بن غافل -أبو عبد الرحمن- صحابي جليل أسلم متقدمًا, وكان خادمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان فقيها مقرءا, مما روي عنه قوله: ((ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم)) , توفي -رضي الله عنه- سنة 32هـ وله من العمر نحو ستين سنة. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (3/ 280-286) , ((الإصابة)) : (6/ 214- 217) , ((تذكرة الحفاظ)) : (1/ 13-16) .
(5) انظر: ((تفسير الطبري)) : (9/ 15/ 26) , ((تفسير القرطبي)) : (10/ 237) , و ((تفسير ابن كثير)) : (3/ 37) , و ((تفسير البغوي)) : (3/ 110) .

الصفحة 24