كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
__________
وعن واثلة بن الأسقع1 رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم،2 واصطفاني من بني هاشم" أخرجه مسلم.3 قوله تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} أي: شديد عليه عنتكم، يعني: مكروهكم، وقيل: يشق عليه ضلالتكم { (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} يعني: حريص على إيمانكم وإيصال الخير إليكم، وقال قتادة: حريص على هدايتكم، وأن يهديكم الله تعالى {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} 4يعني: أنه صلى الله عليه وسلم رءوف بالمطيعين رحيم بالمؤمنين.
__________
1 هو: واثلة بن الأسقع بن كعب, وقيل: ابن الأسقع بن عبد العزى, كنيته أبو قرصافة, أسلم قبل تبوك وشهدها, وكان من أهل الصفة, وقد مات سنة 83 هـ, وقيل: 85 هـ. انظر ترجمته في:"الإصابة": (10/ 690) ,"الطبقات"لابن سعد: (7/ 407- 408) ,"حلية الأولياء": (2/ 21- 23) ,"سير أعلام النبلاء": (3/ 383- 388) .
2 قوله: (واصطفى قريشا من كنانة, واصطفى من قريش بني هاشم) سقط من"ر", وهو ثابت في"الأصل", وبقية النسخ.
3 [110 ح] "صحيح مسلم مع شرح النووي": (15/ 41) , كتاب الفضائل, باب فضل نسب النبي - صلى الله عليه وسلم -. و"سنن الترمذي": (5/ 583, ح 3606) , كتاب المناقب, باب في فضل النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر بقية تخريجه في الملحق.
4 في"المؤلفات"جاء ب، الآية بعد هذه, وهي قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129] .

الصفحة 243