كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

الحالة الدينية والعلمية في عصره:
لقد كان للحركة العلمية والدينية في عصر المؤلف ارتباط وثيق به وبأسرته فقد قام البكريون أو الحفاظية1 بنشاط كبير في نصرة الدعوة السلفية، سواء كان ذلك بتآليفهم أو خطبهم أو مشاركتهم في حملات الدعوة التي كان يقوم بها الأمراء الذين نصروا الدعوة السلفية هناك في أول ظهورها2، وأصبحت بذلك مدينة رجال ألمع مركزًا فكريًّا مهمًّا يَضُمُّ عددًا من المفسرين والمحدثين والمؤلفين والدعاة والشعراء والكتاب3.
وقد كان من البكريين أو الحفاظية - الدعاة والوعاظ والقضاة - فأصبحوا مع أمرائهم محال الشيخ مع أمراء آل سعود4.
وقد كان من أشهر العلماء القائمين بتلك النهضة العلمية والدينية أحمد بن عبد القادر الحفظي، ومحمد بن أحمد الحفظي وإبراهيم بن أحمد الزمزمي ومحمد بن عبد الهادي (أبو المؤلف) وعبد الهادي بن محمد (المؤلف) وإسماعيل بن محمد (أخو المؤلف) وإسماعيل بن إبراهيم الزمزمي وعبد القادر بن أحمد الحفظي5.
فقد خالطت قلوب هؤلاء العلماء بشاشة التوحيد فناصروا دعاتها بأشعار الحماسة والأقوال في الرسائل وغيرها، ومن أجل هذا فقد كان لهم ولمن استفاد منهم أثر كبير في تعليم الناس وتوجيههم.
__________
(1) سيأتي بيان معنى التسميتين: ص 44.
(2) انظر مزيدا من ذلك في الناحية السياسية: ص 21- 32.
(3) انظر: ((نفحات من عسير)) : ص 18.
(4) انظر: ((في ربوع عسير)) : ص 216.
(5) انظر: ((نفح العود)) للبهكلي: ص 167.
[التاسعة] 1: قوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} 2 أي: اصدقوا في مقالتكم: من الإقرار، والشهادة، والوصايا، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والفتاوى، والأحكام3 ثم أنه تعالى أكد ذلك وبيَّن أنه يلزم العدل في القول ولو كان المقول له ذا قربى وهو كقوله تعالى: {وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} 4.
[العاشرة] 5: قوله تعالى: {وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا} 6 قيل: العهد الفرائض، وقيل: ما أوجبه باليمين، وقيل: ما أمر به في هذه الآية. وقوله تعالى: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} 7 فتمتثلون ما أمرتكم به.
قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} 8 يعني: وأن هذا الذي وصيتكم به في هاتين الآيتين هو صراطي، يعني: طريقي وديني الذي ارتضيته لعبادي9 {مُسْتَقِيماً} يعني: قويما- لا اعوجاج فيه10 {َاتَّبِعُوهُ} ، واعملوا به،
وقوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} 11 يعني: الطرق المختلفة، والأهواء المضلة، والبدع المردية، وسائر الملل
__________
(1) في (الأصل) : (الثامنة) وفي بقية النسخ: (التاسعة) .
(2) سورة الأنعام، الآية: 152.
(3) انظر (تفسير البغوي) : (2/142) ، وانظر: ((تفسير القرطبي)) : (7/137) ..
(4) سورة النساء، الآية: 135.
(5) في (الأصل) : (االتاسعة) وفي بقية النسخ: (العاشرة) .
(6) سورة الأنعام، الآية: 152.
(7) سورة الأنعام، الآية: 152.
(8) سورة الأنعام، الآية: 153.
(9) انظر (تفسير البغوي) : (2/142) .
(10) انظر (تفسير البغوي) : (2/142) .
(11) (تفسير البغوي) : (2/142) ..

الصفحة 33