كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

وعلماء تلك المنطقة، التي يدعو فيها إلى قبول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويدفع عنها ما علق في أذهانهم عنها حيث يقول في مطلعها:
هام الشجا وهاج شوق الممتلى ... وبدت صبابات الغرام الأول
ثم يقول في أبيات منها:
واستشهد الأيام وانظر شأنها ... وارمق عواقب حالها المتحول
والحق أولى أن يجاب وإنما ... لم أدر ما حيلولة المتحيل
إن كان ظنًًّا أن ذاك مخالف ... فهو البريء من الخلاف المبطل
بل قام يدعو الناس بالتوحيد ... والتجريد والتفريد للرب العلي
ويذب عن شرع النبي محمد ... ويذم من يدع النبي أو الولي
أو كان ظنًّا أن فيه غلاظة ... وفضاضة وشكاية لم تحمل
فأقول حاشا إن فيه ليونة ... وبشاشة للمقبل المستقبل
لا يطلب الأموال من خزانها ... أو يقتل الأبطال إن لم تبطل
بل قصده التوحيد في أفعالنا ... ثم اتباعًا للنبي المرسل
ومن الأدلة على ارتباط تلك الأسرة بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وعلمائها وأمرائها تلك الرسائل المتبادلة بين الطرفين التي يظهر منها عبارات التقدير والاحترام والتواصي بالخير وعرض كل طرف على الآخر ما فيه مصلحة الدعوة وتقدمها وتلافي ما يؤدي إلى إضعاف تقدمها.
جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "1.
عن عائشة2 - رضي الله عنها- قالت: قلت يا رسول الله: " إن لي جارين فإلى أيهما أهدي3؟ قال: " إلى أقربهما بابا منك" " أخرجه البخاري4. عن أبي ذر5 جندب بن جنادة الغفاري- رضي الله عنه- قال: قال
__________
(1) [12 ح] ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 441, ح 6015) , كتاب الأدب, باب الوصاة بالجار, ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (16/ 415, ح 141/ 2625) , كتاب البر والصلة والآداب, باب الوصية بالجار والإحسان إليه. وقد روي الحديث -أيضا- في ((الصحيحين)) عن عائشة -رضي الله عنها-. انظر التفصيل في التخريج في الملحق.
(2) هي: عائشة بنت أبي بكر الصديق, زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر نسائه وإحدى أمهات المؤمنين, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضلها: يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام. انظر ترجمتها في: ((الإصابة)) : (13/ 38-42) , ((أسد الغابة)) : (6/ 188-199) .
(3) في ((ر)) , و ((ع)) : (قال: أيّهما أهدي) .
(4) [13 ح] ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 447, ح 6020) , كتاب الأدب, باب حق الجوار في قرب الأبواب. ((سنن أبي داود)) : (5/ 358, ح 5155) , كتاب الأدب, باب في حق الجوار. انظر تفصيل التخريج في الملحق.
(5) هو: جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو -أبو ذر- الغفاري, وقد اختلف في اسمه, صحابي جليل, كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول: لا إله إلا الله, ولا يعبد الأصنام, فمر عليه رجل من أهل مكة بعدما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا ذر إن رجلاً بمكة يقول مثل ما تقول: لا إله إلا الله, ويزعم أنه نبي. . . فذهب أبو ذر إليه وكان إسلامه, وذلك في قصة طويلة. . . توفي -رضي الله عنه- بالربذة سنة 32هـ. انظر ترجمته في: ((طبقات خليفة بن خياط)) : (ص 31-32) , ((تهذيب التهذيب)) : (12/ 90-91) , ((طبقات ابن سعد)) : (4/ 219-237) .

الصفحة 38