كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

يم1 عبد الوهاب ... وواجبكم نقوم به إن شاء الله ... والمأمول فيكم الامتثال ساعة يجيكم الكتاب ... وأنتم بحفظ الله وأمانه والسلام) 2.
وهناك رسائل كثيرة في "مجموعة الرسائل" وفي كتاب "أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" وكتاب "عسير خلال قرنين" كلها تدل على الصلة القوية بين أسرة (المؤلف) البكريين أو (الحفظيين) مع علماء الدعوة إلى التوحيد في الدرعية.
ولم يقتصر دورهم في نصر الدعوة على الإسهام بالخطبة والكتاب والدروس بل تعدى ذلك إلى المشاركة بالنفس: فإن أبا المؤلف محمد بن عبد الهادي كان قد صحب أحد الجيوش بنفسه وهو شيخ كبير كما يدل عليه قوله في تاريخه "الظل الممدود" (ثم حصل للفقير إلى الله تعالى العزم على السفر للمعاونة في الجهاد ... وإن كان الحال يقصر والعذر واسع والعجز ظاهر) 3.
وكذلك محمد بن أحمد الحفظي كان يشارك في حضور الغزوات استجابة لدعوة الحق والهدى ويرسل إلى العلماء الكتب والقصائد ليقنعوا من وراءهم بقبول الدعوة كما حصل مع حكام المخلاف السليماني4.
__________
(1) ((يم)) , بمعنى: نحو, أو إلى. وأصلها من يمم بمعنى اتجه, يقال: يمم وجهه نحوه: اتجه إليه.
(2) انظر هذه الرسالة خلف هذه الورقة, وفي كتاب ((الظل الممدود)) : ص 17.
(3) ((الظل الممدود)) : ص 35.
(4) انظر: ((نفح العود)) (مخطوط) : ق 4, و ((المخلاف السليماني)) لعاكش (مخطوط) : ق 14 , و ((نفحات من عسير)) : ص 44 , 58.
الضيف يمر بك فتكرمه وتحسن1 إليه. وعن أبي2 شريح3 خويلد بن عمرو العدوي- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "م ن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه "4 أخرجاه5.
__________
(1) ((تفسير الطبري)) : (4/ 5/ 83) , و ((تفسير البغوي)) : (1/ 425) , و ((تفسير ابن الجوزي)) : (1/ 179) , وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله في ابن السبيل ثلاثة أقوال:
1- الضيف: قاله سعيد بن جبير والضحاك ومقاتل والفراء وابن قتيبة والزجاج.
2- المسافر: الذي يمر بك, قاله الربيع بن أنس ومجاهد وقتادة.
3- الذي يريد سفرًا ولا يجد نفقه, ذكره الماوردي وغيره عن الشافعي.
وقال ابن الجوزي: روي عن الإمام أحمد أنه قال: هو المنقطع به يريد بلدًا آخر, وهذا اختيار ابن جرير وأبي سليمان الدمشقي والقاضي أبي يعلى. قال: ويحققه أن السبيل الطريق, وابنه صاحبه الضارب فيه.
(2) في ((ر)) : (ابن أبي شريح) , وهو خطأ من الناسخ.
(3) في ((الأصل)) : (أبي شريح ابن خويلد) , وهو خطأ, وهو: خويلد بن عمرو بن صخر ابن عبد العزى أبو شريح الخزاعي صحابي جليل, كان من عقلاء الرجال, روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس, ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما أو يعضد بها شجرة. . .)) الحديث, توفي -رضي الله عنه- سنة 68 هـ. انظر ترجمته في: ((الإصابة ((: (11/ 192) , ((أسد الغابة)) : (1/ 629) , ((الطبقات)) لابن سعد: (5/ 460) .
(4) البخاري: الأدب (6019) , ومسلم: اللقطة (48) , والترمذي: البر والصلة (1967) , وأبو داود: الأطعمة (3748) , وأحمد (6/385) , ومالك: الجامع (1728) .
(5) [17 ح] ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 445, ح 6019) , كتاب الأدب, باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (2 1/ 273، ح 48) ، كتاب اللقطة، باب الضيافة ونحوها. انظر تفصيل التخريج في الملحق.

الصفحة 41