كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: "اغزوا بسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا
__________
تخرج ثم تعود إليه، وهي مائة إلى خمسمائة، فإن زاد على ثمانمائة سمي جيشا، وإن زاد على أربعة آلاف، سمي جحفلا، والخميس1 الجيش العظيم، وما افترق2 من السرية سمي بعثا، وسميت السرية سرية لأنها تسري في الليل وتخفي أمرها.
قوله {أوصاه في خاصته3 بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرا} فيه دليل على التأمير في الحرب والسفر، ووصية الإمام لأمير الجيش ومن معه بالتقوى {ثم قال4 اغزوا بسم الله في سبيل الله} لتكون كلمة الله هي العليا {قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا} بضم الغين المعجمة وتشديد اللام، أي: لا تخونوا في الغنيمة، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} 5
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تغلوا فإن الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا والآخرة "6 رواه
__________
1 سمي بذلك لأنه خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقة. انظر:"القاموس المحيط": (ص 698) , مادة: (خ م س) .
2 في"ر"صحفت كلمة: (افترق) إلى: (اقترف) .
3 قوله: (في خاصته) سقطت من"المؤلفات", وإثباتها هو الصواب الموافق لأصل الحديث.
4 في"المؤلفات": (فقال) .
5 سورة آل عمران، الآية: 161.
6 في"ر": (الغلو) , والمثبت هو الصواب.

الصفحة 535