كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم "
__________
والأعراب: هم أهل البوادي {ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين} فيسهم لمن شهد الوقعة {فإن هم أبوا فسلهم1 الجزية} هو إشارة إلى الخصلة الثانية.
تنبيه: يشترط لعقد الجزية الإمام أو نائبه بخلاف عقد الأمان فإنه يصح من غيره.
{فإن هم أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم} لعصمة الدماء والأموال ببذل الجزية، ولا تنعقد لليهود والنصارى والمجوس من العرب والعجم، ولا جزية على المرأة والصبي والمجنون والعبد، وأقلها دينار على كل واحد لكل سنة.
{فإن هم أبوا} أي: من الإسلام، أو من إعطاء الجزية {فاستعن بالله وقاتلهم} إشارة إلى الخصلة الثالثة. في الحديث دليل أنه لا يقاتل المشركون إلا بعد دعائهم إلى الإسلام. واختلف العلماء في ذلك: فقال مالك: لا يقاتلون حتى يؤذنوا2.
__________
1 هكذا في"الأصل"وفي"صحيح مسلم", وفي بقية النسخ و"المؤلفات": (فاسألهم) .
2 انطر:"المدونة الكبرى": (2/2) , كتاب الجهاد, الدعوة قبل القتال."التمهيد"لابن عبد البر: (2/215) , وانطر:"شرح النووي على صحيح مسلم": (12/280) .

الصفحة 540