كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله ولكن
__________
قوله: لا أخيس بالعهد، أي: لا أنقضه1 يقال: خاس بعهده يخيس، وخاص بوعده إذا خانه. وفيه أن العهد يرعى مع الكافر، كما يرعى مع المسلم، وأن من أمن كافرا لم يكن له اغتياله في مال ولا دم ولا منفعة.
وقوله: لا أحبس الرسل، يعني: أن الرسول صار كأنه عقد له العقد مدة مجيئه ورجوعه.
وعن [عبد الله بن عمرو] 2 - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال3 " من قتل معاهدا لم يرح4 رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما " أخرجه البخاري5.
{وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك} أي: طلبوا {أن تنزلهم} من الحصن {على حكم الله} فيهم {فلا تنزلهم على حكم الله} ورعا {ولكن
__________
1 في"ر"حرف قوله: (أي: لا أنقضه) إلى قوله: (إني لأنقضه) .
2 في جميع النسخ: (عبد الله بن عمر) , وهو خطأ, والصواب المثبت من أصول الحديث كـ"صحيح البخاري"وغيره.
3 الفعل: (قال) سقط من"ر"و"ع", وبيض له في"ش".
4 حرفت قوله: (لم يرح) إلى قوله: (أيروح) .
5 [282 ح] "صحيح البخاري مع الفتح": (6/269 - 270 , ح3166) , كتاب الجزية والموادعة, باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم."سنن النسائي": (8/25 , ح 4750) , كتاب القسامة, باب تعظيم قتل المعاهد. انظر بقية التخريح في الملحق.

الصفحة 545