كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

كقولك: والله ليدخلن الله فلانا النار، وينجحن الله سعي فلان.
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، قال: "قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي" رواه مالك1.
اعلم أن المؤمن الموحد العاصي لا يجوز أن يقال: إن الله تعالى يعاقبه لا محالة، ولا يجوز أن يقال: إن الله تعالى يعفو عنه لا محالة، بل هو في مشيئة الله عز وجل كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 2 إن شاء عفا عنه بفضله وكرمه أو ببركة ما معه من الإيمان وكثرة3 الطاعات، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم أو باستغفار الرسل والملائكة عليهم السلام لعامة المؤمنين أو بشفاعة واحد من الأخيار وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم أخرج إلى الجنة وعاقبته إلى الجنة لا محالة، ولا يخلد4 في النار مؤمن، ولا يجوز أن يشهد لأحد من المؤمنين بالجنة إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولمن بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بها.
__________
1 لم أجده في"موطأ مالك". وهو في"مستدرك الحاكم": (1/543 - 544) , كتاب الدعاء. وذكره في"كنز العمال": (2/198 , ح 3737) , ونسبه إلى الحاكم والضياء. وذكره العجلوني في"كشف الخفاء": (1/192 , ح 583) . وذكره النووي في"الأذكار": (ص 488 , ح 1250) . والحديث قال الحاكم فيه: رواته عن آخرهم مدنيون ممن لا يعرف واحد منهم بجرح, ووافقه الذهبي.
2 سورة النساء، الآية: 48.
3 هذا في"الأصل", وفي بقية النسخ: (وكثير من الطاعات) .
4 في"ر": (ولا يدخل) هو خطأ يغير المعنى.

الصفحة 551