كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لن يدخل الجنة أحدا منكم عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته "1.
وفي رواية للبخاري: "والله لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم "2 وهذا فيما لم يوح إليه فيه شيء، وأما ما علمه3 عن الله تعالى فإنه يدري عاقبته، ولهذا بشر أصحابه العشرة، وأهل بدر وأحد والحديبية بالجنة.
وعن سعد بن أبي وقاص4 رضي الله عنه قال: " ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض أنه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام "5
__________
1 [288 ح] "صحيح البخاري مع الفتح": (10/127 , ح 5673) , كتاب المرضى, باب تمني المريض الموت."صحيح مسلم مع شرح النووي": (17/166 , ح 73 , ح 75/2816) , كتاب صفة القيامة والجنة والنار, باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله. والحديث روي عن أبي هريرة, وروي عن عائشة. انظر بقية التخريح في الملحق.
2"صحيح البخاري مع الفتح": (3/114 , ح 1243) , كتاب الجنائز, باب الدخول على الميت بعد الموت, و (12/392 , ح 7003) , كتاب التعبير, باب رؤيا النساء. والحديث عن أم العلاء -رضي الله عنها-.
3 هذا في"الأصل", وهو الصواب, وفي "ر" و"ش"صحفت إلى: (عمله) , وفي "ع" أسقط: (ما) في قوله: (ما علمه) .
4 تقدمت ترجمته باسم: (سعد بن مالك) انظر: (ص 311) .
5 هو: عبد الله بن سلام بن الحارث ابو يوسف, كان أحد أحبار اليهود ثم أسلم حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة, وقيل: تأخر إسلامه إلى ما قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهرين. وف ي"الصحيح" عن سعد بن أبي وقاص قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام. روى الزبيدي أنه لما أريد قتل عثمان جاء عبد الله بن سلام إليه فقال: جئت لأنصرك فقال: له اخرج إلى الناس فاطردهم عني, وكان مما قال:"إن لله سيفا مغمودا عنكم وإن الملائكة قد جاورتكم في بلدكم هذا الذي نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله الله في هذا الرجل أن تقتلوه" توفي عبد الله بن سلام سنة 43هـ. انظر ترجمته في:"طبقات ابن سعد": (2/352 - 353) ,"الإصابة": (6/108 - 110) ,"أسد الغابة": (3/160 - 161) .

الصفحة 552