كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

بالخواتيم1 نسأل الله حسن الخاتمة، ونعوذ به من سوء2 عاقبتها.
وفي قصة مدعم3 مولى النبي صلى الله عليه وسلم حين أصيب يوم خيبر فقال الناس: هنيئا له بالشهادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر لم تصبها المقاسم تشتعل عليه نارا "4 ولا يجوز أن يقال الذنب لا يضر مع الإيمان، بل يضر ولا يثبت به في الحال جواز المؤاخذة عليه، وعسى لا5 يعفى عنه، خلافا للمرجئة فإنهم يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهو من افترائهم على الله تعالى في قولهم: إن المؤمن وإنا عصا لا يدخل النار6 وأما الطاعة مع الكفر فهو صحيح لأنها لا تنفع معه.
__________
1 [289 ح] الحديث في ذلك في "صحيح البخاري", انظره: مع"الفتح": (11/499 , ح 6607) , كتاب القدر, باب العمل بالخواتيم. و"صحيح مسلم مع شرح النووي": (2/484 , ح 179/112) , كتاب الإيمان, باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه. والحديث عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه -, وهو جزء من الحديث المتقدم في"صحيح مسلم". انطر بقية التخريح في الملحق.
2 هذا في"الأصل", وفي بقية النسخ: (شؤم) .
3 هكذا ضبطه النووي ف ي"شرح صحيح مسلم", وقال بأنه جاء مصرحا به في "الموطأ" في هذا الحديث بعينه, وهو كما قال في "الموطأ": (2/459 , ح 25) , كتاب الجهاد, باب ما جاء في الغلول.
4 [290 ح] "صحيح البخاري مع الفتح": (11/592 , ح 6707) , كتاب الأيمان والنذور, باب هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم. و"صحيح مسلم مع شرح النووي": (2/488 - 489, ح 183/ 115) , كتاب الإيمان, باب غلظ تحريم الغلول. والحديث من رو، الآية أبي هريرة -رضي الله عنه-. انظر بقيه التخريح في الملحق.
5 في "ع": (وعسى أن لا يعفى) .
6 انظر:"مجموع الفتاوى"لابن تيمية: (16/242) .

الصفحة 554