كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

باب لا يستشفع بالله تعالى على خلقه
عن جبير بن مطعم قال: " جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، نهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال، فاستسق لنا ربك
__________
{باب لا يستشفع بالله تعالى على خلقه
عن جبير بن مطعم1 قال: رضي الله عنه- {قال: جاء أعرابي} رجل من أهل2 البادية {إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، نهكت} أي: ضعفت، وفي رواية: جهدت3 {الأنفس، وجاع العيال} من قلة القوت {وهلكت الأموال} وفي رواية:" نهكت الأنعام "4 بسبب انقطاع الغيث {فاستسق لنا ربك} يعني: اسأله لنا أن يسقينا، هو لغة: طلب السقيا، وشرعا: طلب سقيا العباد من الله تعالى عند حاجتهم إليها.
__________
1 هو: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل أبو محمد, ويقال: أبو عدي القرشي, كان من حلماء قريش وسادتهم, وأبوه هو الذي أجار النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم من الطائف بعد دعوته ثقيفا إلى الإسلام, وأحد الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم وبني المطلب, أسلم جبير بين الحديبية والفتح, وقيل: في الفتح, وتوفي في عهد معاوية سنة 57هـ, او 58هـ, أو 59هـ. انظر ترجمته في:"أسد الغابة": (1/323 - 324) ,"تهذيب التهذيب": (2/63 - 64) ,"الإصابة": (2/65 - 66) .
2 هذا في"الأصل", وفي بقية النسخ: (رجل من البادية) .
3 رو، الآية:"جهدت"في"سنن أبي داود", وسيأتي ذكر موضعها في نه، الآية الحديث: (ص 556) حاشية (3) .
4 الروايات التي ذكرت الأنعام ذكر فيها"هلكت أو جهدت الأنعام", وأما "نهكت" فاستعملت مع الأموال ومع الأنفس في ألفاظ الحديث التي وقفت عليها.

الصفحة 555