كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

قال ابن حجر1 في "فتح الباري" معناه: تنزيه الله عما لا يليق به2 من كل نقص فيلزم نفي3 الشريك والصاحب والولد وجميع الرذائل4.
وإنكاره صلى الله عليه وسلم قول الأعرابي (فإنا نستشفع بالله عليك) لأن الشافع يسأل المشفوع إليه، والعبد يسأل ربه ويشفع إليه، والرب تعالى وتقدس لا يسأل عبده، ولا يشفع إليه، ومثله أتوجه بالله عليك فإنه لا يجوز، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (وبك على الله) فإنه جائز بل يستحب الاستسقاء به في حياته بخلافه بعد موته5 لأن عمر رضي الله عنه لم يستسق به بعد موته، بل بعمه العباس رضي الله عنه بواسطة دعائه كما صح في البخاري6.
__________
1 هو: أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني, أبو الفضل شهاب الدين ابن حجر من أئمة العلم والتاريخ, أصله من عسقلان (بفلسطين) , رحل إلى اليمن وغيرها لسماع الشيوخ وأصبح حافظ الإسلام في عصره, من أعظم مؤلفاته عند الناس وعنده كتابه"فتح الباري", وُلد سنة 773 هـ, وتوفي سنة 852 هـ. انظر ترجمته في:"البدر الطالع": (1/ 87- 92) ,"معجم المؤلفين": (2/ 20- 22) , "الضوء اللامع": (2/ 36- 40) , "شذرات الذهب": (7/ 270- 272) .
2 كلمة: (به) سقطت من "ر", وهي ثابتة في بقية النسخ كما هو في "الفتح".
3 هذا في "الأصل", وهو الموافق لما في "الفتح", وقد سقطت كلمة: (نفى) من النسخ الأخرى.
4 انظر:"فتح الباري على صحيح البخاري": (11/ 206) , كتاب الدعوات, باب فضل التسبيح.
5 ويعني بالاستسقاء به, أي: بدعائه كما دلت عليه الدلائل كمجيء الأعرابي الذي اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلة الأمطار وهلاك الأموال وجياع العيال, كما تقدم الحديث في ذلك: (ص 555) في أول الباب, حيث طلب من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء, وكما استسقى عمر بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم حيث طلب فيه الدعاء, وكما استسقى معاوية بيزيد بن الأسود, كما سيأتي ذكره هنا.
6 والحديث في ذلك أن أنس بن مالك - رضي الله عنه- روى أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال: فيسقون. والحديث في "صحيح البخاري", انظره: مع"الفتح": (2/ 494, ح 1010) , كتاب الاستسقاء, باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا. وانظر:"طبقات ابن سعد": (4/ 28- 29) .

الصفحة 558