كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

قال في"شرح السنة": (كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفات الباري، كالنفس. والوجه والعين واليد والرجل والإتيان والمجيء والنزول إلى سماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك والفرح1 فهذه ونظائرها صفات الله تعالى ورد بها السمع، يجب الإيمان بها وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل، مجتنبا عن التشبيه، معتقدا أن الباري لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا يشبه ذاته ذات الخلق، قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 23 (وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة، تلقوا جميعها بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله تعالى، كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} 4 5
فائدة: فإن قيل6 فأين7 يكون الناس عند طي الأرض؟ قيل: يكونون على الصراط8 والله أعلم.
__________
1 انظر:"شرح السنة"للبغوي: (1/ 168) .
2 سورة الشورى، الآية: 11.
3 انظر:"شرح السنة"للبغوي: (1/ 170) .
4 سورة آل عمران، الآية: 7.
5"شرح السنة"للبغوي: (1/ 171) .
6 قوله: (فإن قيل) سقط من"ش".
7 في"الأصل": (فأين) , وفي بقية النسخ: (أين) .
8 يدل على هذا ما روى الترمذي في"سننه"عن عائشة أنها تلت هذه الآية: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} قالت: يا رسول الله, فأين يكون الناس؟ قال:"على الصراط". نظر:"سنن الترمذي": (5/ 296, ح 3121) , كتاب التفسير, باب ومن سورة إبراهيم, وجاء في"صحيح مسلم"عن ثوبان أن يهوديا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أين يكون الناس يوم تبدل الأرض والسموات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هم في الظلمة دون الجسر ... " الحديث. انظر:"صحيح مسلم مع شرح النووي": (3/ 231, ح 34/ 315) , كتاب الحيض, باب بيان صفة مني الرجل والمراة. وقد فسر النووي في شرحه لحديث مسلم الظلمة دون الجسر بالصراط الذي جاء ذكره في رو، الآية الترمذي. انظر ما ذكره القرطبي في:"التذكرة": (1/ 233- 236) عن التبديل للأرض وما ورد فيه.

الصفحة 570