كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

وأن الخير والشر كلَّه من الله لا يجري في سلطانه إلا ما يشاء ولا يحصل في ملكه إلا ما سبق به القضاء، لا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمعونته وإرادته، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لأمره1.
الشفاعة:
ويعتقد أن الشفاعة في القرآن الكريم على قسمين شفاعة مثبتة وشفاعة منفية، وأن المثبتة لأهل الإخلاص أهل "لا إله إلا الله" وأن المنفية لأهل الشرك والكفر2.
وأن الشفاعة المثبتة لا تكون إلا بإذن الله تعالى لقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} 3 وأنها تنفع العصاة من أهل التوحيد4.
وأن الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والملائكة والمؤمنين بعضهم لبعض5.
القرآن الكريم:
ويعتقد في القرآن الكريم ما يعتقده السلف والأئمة أنه كلام الله منزل غير مخلوق، وما فيه من الكلام نزل به جبريل من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم وأنه صفة من صفات الله.
__________
(1) انظر: ص 514.
(2) انظر: ص 200.
(3) سورة البقرة، الآية: 255.
(4) انظر: ص 203.
(5) انظر: ص 204.
وصححه
__________
وصححه1} وكذلك ترجح بصحائف الذنوب كما في حديث السجلات والبطاقة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص2 رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له3 تسعًا وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر، يقول:
__________
(1) [32 ح] ((صحيح ابن حبان)) : ((الإحسان)) : (8/ 35, ح 6185) , كتاب التاريخ, باب بدء الخلق. ((المستدرك على الصحيحين)) : (1/ 528) , كتاب الدعاء فضل لا إله إلا الله.
والحديث قال الحاكم فيه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي في تصحيح الحديث. انظر: ((المستدرك)) : (8/ 35 , ح 6185) . وصححه ابن حبان كما تقدم.
انظر تفصيل التخريج في الملحق.
(2) هو: عبد الله بن عمرو بن العاص -أبو محمد- وأبو عبد الرحمن القرشي السهمي, صحابي جليل, كان صوامًا قوامًا, وكان يلوم أباه على القيام بنوبة الفتنة, ويتأثم من القعود عنه خوف العقوق, فحضر صفين ولم يسل سيفًا, وكان قد أصاب جملة من كتب أهل الكتاب فرأى فيها العجائب, توفي سنة 35هـ.
انظر ترجمته في: ((تذكرة الحفاظ)) : (1/ 41-42) .
(3) حرفت في ((ر)) إلى: (فيبشرهم) .

الصفحة 58