كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

قال بعض العلماء: في خلق جميع الأشياء [و] 1 جعلها على الماء يدل على كمال القدرة لأن البناء الضعيف إذا لم يكن له أساس على أرض صلبة لم يثبت ذلك البناء، فكيف بهذا الخلق العظيم وهو العرش والسماوات والأرض فهذا يدل على كمال قدرة الله تعالى2.
وفي"الصحيح" عن عمران بن حصين قال: " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتى الناس من بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم، قالوا: بشرتنا فاعطنا - مرتين - فتغير وجهه صلى الله عليه وسلم ثم دخل على ناس من أهل اليمن3 فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذا لم يقبلها بنو تميم، قالوا: قبلنا يا رسول الله، ثم قالوا: جئنا لنتفقه في الدين، ولنسائلك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: كان الله ولم يكن معه شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء، ثم أتاني رجل فقال: يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب يقطع دونها، وأيم الله لوددت أنها ذهبت ولم أقم "4.
__________
1 السياق يقتضي إضافة هذه الواو, وقد سقط في كل النسخ.
2 انظر: "تفسير الرازي": (17/ 13 , 187) .
3 قوله: (مرتين, فتغير وجهه صلى الله عليه وسلم , ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن) أثبته من "الأصل", وقد سقط من بقية النسخ.
4 [302 ح] "صحيح البخاري مع الفتح": (13/ 403 , ح 7418) , كتاب التوحيد, باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم."سنن الترمذي": (5/ 732- 733 , ح 3951) , كتاب المناقب, باب مناقب في ثقيف. انظر بقية التخريج في الملحق.

الصفحة 580