كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)
الفصل الثالث: الإضافة العلمية في الكتاب، وبينت فيه بعض المسائل والفوائد التي تعرض لها هذا الشرح زيادة عما جاء في الشرحين الآخرين، وإن كان فيهما من المسائل ما لم يتعرض لها هذا الشرح.
والقسم الثاني: النص المحقق:
وقد قمت فيه بخدمة النص من تخريج أحاديثه وآثاره ونصوصه، ونبهت على ما يحتاج إلى تنبيه وذلك ببذل قصارى جهدي.
بسم الله الرحمن الر حيم
الحمد لله
__________
قال الشيخ رحمه الله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم} أي أبتدي مستعينًا به تعالى، والله علم للذات1 الواجب الوجود2 والرحمن الرحيم صفتان بنيتا 3 للمبالغة، والرحمن أبلغ من الرحيم؛ لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى.
{الحمد لله} ، أي: كل ثناء بجميل سواء كان في مقابلة نعمة أم لا، ثابت ومستحق له، ومختص به تبارك وتعالى، والشكر ما كان في مقابلة نعمه سواء كان قولاً أم فعلاً4 فالحمد لا يكون إلا باللسان، والشكر يكون باللسان5 وبغيره، والألف واللام في الحمد للعموم، أي: يستحق6.
__________
(1) في ((ع)) : (والله عليم) ، وفي ((ش)) : (والله أعلم) ، وهي من تصحيف النساخ.
(2) إطلاق واجب الوجود على الله من عبارات المتفلسفة، وأقرب منهم إلى الحق الذي جاءت به الرسل متكلمة الصفاتية فيعبرون بلفظ: (الصانع) ، والأقرب إلى الحق بعدهم المعتزلة فيعبرون بالقديم والمحدث؛ لأنهم أثبتوه بناء على حدوث الأجسام، والحق الموافق لما في الكتاب والسنة أن يطلق عليه الرب والخالق كما أطلقه على نفسه وكما أطلقه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3) في ((ر)) : (بنيته) ، وفي ((ش)) : (بننة) ، و ((ع)) سقطت.
(4) أي: ((ر)) , و ((ع)) : (أو فعلاً) .
(5) في ((ع)) : (لا يكون باللسان) , وهو خطأ ظاهر من الناسخ.
(6) قوله: (والشكر يكون باللسان وبغيره, والألف واللام في الحمد للعموم - أي: يستحق) سقط من ((ع)) .
الصفحة 9
590