كتاب أدلة تحريم حلق اللحية

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى خَالِفُوا الْمَجُوسَ» (¬1). وعنه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ» (¬2). وعنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى» (¬3).
(و) (ومن الآداب والعادات):
عن جابر بن عبد الله مرفوعا: «لَا تُسَلِّمُوا تَسْلِيمَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَإِنَّ تَسْلِيمَهُمْ بِالْأَكُفِّ وَالرُّؤوسِ وَالْإِشَارَةِ» (¬4).
وعن الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جَالِسٌ هَكَذَا، وَقَدْ وَضَعْتُ يَدِيَ الْيُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي وَاتَّكَأْتُ عَلَى أَلْيَةِ يَدِي، فَقَالَ: «أَتَقْعُدُ قِعْدَةَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ؟» (¬5).
وأخيرا فقد ثبت عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (¬6).
وعن الحسن قال: "قلما تشبه رجل بقوم إلا لحق بهم". يعني في الدنيا والآخرة، فثبت من كل ما تقدم أن مخالفة الكفار وترك التشبه بهم من مقاصد
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم وأبو عوانة والبيهقي وأحمد.
(¬2) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وأحمد.
(¬3) أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والترمذي.
(¬4) قال الحافظ في "الفتح" (أخرجه النسائي جيد) وقال الهيثمي، (رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" ورجال أبي يعلى رجال الصحيح).
(¬5) أخرجه أبو داود والحاكم وأحمد- وقال الحاكم: "صحيح الإسناد", ووافقه الذهبي.
(¬6) أخرجه الإمام أحمد وأبو يعلى في "مسنده" والطبراني في "الكبير" وعبد بن حميد، وابن أبي شيبة في "مصنفه" وابن عساكر، وأخرج الجملة الأخيرة منه أبو داود، وقال شيخ الإسلام: (وهذا إسناد جيد)، وقال الحافظ العراقى في تخريج الأحياء: (سنده صحيح) وقال الحافظ
في الفتح (سنده حسن).

الصفحة 21