كتاب الفرقان في بيان إعجاز القرآن

إن هؤلاء الأئمة الكبار إمامهم الصديق رضي الله عنه الذي يقول: أيّ أرض تقلني وأيّ سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم.
والفاروق رضي الله عنه قال عنه أنس: كنا عند عمر بن الخطاب وفي ظهر قميصه أربع رقاع فقرأ: (وفاكهة وأباً) فقال: ما الأب؟ ثم قال: إن هذا لهو التكلف فما عليك أن لا تدريه.
فلينظر من تجرأ على كلام الله بتأويله على غير مراد مَنْ تكلم به من هو إمامه؟.
لقد كان السلف يعظمون القول بالقرآن بغير علم، قال ابن جرير: حدثني أحمد بن عبدة الضبي، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عبيد الله بن عمر قال: لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليُعظمون القول في التفسير، منهم سالم بن عبد الله والقاسم بن محمد وسعيد بن المسيب ونافع.
وقال أيوب وابن عون وهشام الدستوائي عن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة السلماني عن آية من القرآن فقال: ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل من القرآن فاتق وعليك بالسداد.
وقال أبو عبيد حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه.
وقال شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال: قال الشعبي: والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله.

الصفحة 448