كتاب الفرقان في بيان إعجاز القرآن

أما أن يقال: أليس من العز والافتخار أن يبدأ بها المسلمون قبل عدوهم فمما تقدم يُفهم أنه لا عز فيها ولا افتخار بل فيها الذلة والصغار وإنما العز كله باتباع نبينا صلى الله عليه وسلم وفيه السعادة والحياة الطيبة وقد نهانا عنهم وعن علومهم ومخترعاتهم، وهو يقول: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (¬1)، ويقول: ما لي وللدنيا ويمثل نفسه صلى الله عليه وسلم في الدنيا براكب قال في ظله دوحة ثم راح وتركها، وهذا وكثير طيب غيره من أوامره ووصاياه نحن المرادون به وهو لا يتناسب مع مفهوم الحياة اليوم عند كثير من الناس لأن مفهومها عندهم غربي ليس بعربي فضلاً عن أن يكون إسلامياً مع أن المطلوب لا يتغير، بقي أن يعلم من يطلع على هذا الجواب من هم الذين يقال: علماؤنا المسلمين وتنسب إليهم بدايات هذه العلوم ويُفتخر بهم ويُعتز بسبقهم: ابن سينا ومحمد بن زكريا الرازي، وجابر بن حيان وابن الهيثم وأمثالهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ابن سينا، ومحمد بن زكريا الرازي ونحوهم من الزنادقة الأطباء (¬2).
وقال ابن القيم رحمه الله: ابن سيناء إمام الملحدين، وذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كلام الشيخ الخضيري إمام الحنفية في زمانه أنه قال كان فقهاء بخارى يقولون في ابن سينا كان كافراً ذكياً،
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري (5/ 2358) عن عبد الله بن عمر مرفوعاً.
(¬2) مجموعة الفتاوى ج4 ص114.

الصفحة 461