كتاب إعجاز القرآن للباقلاني

ومنه قول كثير: لو أن الباذلين، وانت منهم، * رأوك، تعلموا منك المطالا (1) ومثله قول أبى تمام: / وأنجدتم من بعد إتهام داركم * فيا دمع أنجدني على ساكنى نجد (2) وكقول جرير: طرب الحمام بذى الاراك فشاقنى * لا زلت في غلل وأيك ناضر (3) التفت إلى الحمام فدعا لها.
ومثله قول حسان: إن التى ناولتنى فرددتها * قتلت قتلت فهاتها ثم تقتل (4) ومثله قول عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر: وأجمل إذا ما كنت لا بد مانعا * وقد يمنع الشئ الفتى وهو مجمل (5) وكقول ابن ميادة: فلا صرمه يبدوا وفى اليأس راحة * ولا وصله يصفوا لنا فنكارمه (6) ونظير ذلك من القرآن ما حكى الله تعالى عن إبراهيم الخليل من قوله: (اعبدوا الله واتقوه، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون.
إنما / تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا) (7) إلى قوله: (فما كان جواب قومه) (8) .
__________
(1) ديوانه ص 150 ويروى " الباخلين ... العطايا " وفى الصناعتين 5، 36، 312 والبديع 108 " ولو أن الباخلين ... المطالا " وفى م " ولو أن الماطلين ".
(2) ديوانه ص 63 والبديع 107 (3) ديوانه 304 وفيه " الاراك فهاجنى " والبديع ص 107 والعمدة 2 / 42 والصناعتين 311.
(4) ديوانه 311 والصناعتين ص 311 وفى اللسان 14 / 68 " وقتل الخمر قتلا: مزجها فأزال بذلك حدتها، قال حسان: إن التى عاطيتنى ... قوله: قتلت دعاء عليه، أي قتلك الله لم مزجتها؟ " (5) نقد الشعر 53 والصناعتين ص 311 (6) نقد الشعر 53 وفى الصناعتين ص 312: " ولاوده يصفوا ... كأنه يقول: وفي اليأس راحة، والتفت إلى المعنى لتقديره أن معارضا يقول له: وما تصنع بصرمة؟ فيقول: لانه يؤدى إلى اليأس، وفى اليأس راحة " (7) سورة العنكبوت: 16 - 17 (8) آية 24 (*)

الصفحة 100