كتاب إعجاز القرآن للباقلاني

وقوله عز وجل: (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد، وما ذلك على الله بعزيز، وبرزوا لله جميعا) (1) .
ومثله قوله: (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها ما جاءتها ريح عاصف، وجاءهم الموج من كل مكان، وظنوا أنهم أحيط بهم، دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين) (2) .
ومثله قوله: (واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها، فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين.
ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الارض واتبع هواه فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ، إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَث، أو تتركه يلهث) (3) .
ومثله قوله: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا
من الله، والله عزيز حكيم.
فمن تاب من بعد ظلمه) (4) .
/ ومنهم من لا يعد الاعتراض والرجوع (5) من هذا الباب.
ومنهم من يفرده عنه، كقول زهير: قف بالديار التي لم يعفُها القدمُ * نعم، وغيرها الارواح والديم (6) وكقول الاعرابي: أليس قليلا نظرة إن نظرتها * إليك، وكلا ليس منك قليل (7) وكقول ابن هرمة: ليت حظي كلحظة العين منها * وكثير منها القليل المهنا (8) * * *
__________
(1) سورة إبراهيم: 19 - 21 (2) سورة يونس: 22 (3) سورة الاعراف: 175 - 176 (4) سورة المائدة: 38 - 39 (5) في البديع ص 108 " ومن محاسن الكلام أيضا والشعر اعتراض كلام في كلام لم يتمم معناه، ثم يعود إليه فيتتممه في بيت واحد ... ومنها الرجوع وهو أن يقول شيئا ويرجع عنه ... " (6) العمدة 2 / 44 ديوانه ص 145 (7) البيت ليزيد بن الطثرية كما في شرح حماسة أبى تمام 3 / 289 والامالي 1 / 196 وغير منسوب في البديع ص 109 والصناعتين 313.
(8) الصناعتين ص 313.
(*)

الصفحة 101