كتاب إعجاز القرآن للباقلاني

ومن الرجوع قول القائل: بكل تداوينا فلم يُشْفَ ما بنا * على أن قُرب الدار خيرٌ من البعد (1) وقال الأعشى:
/ صرمت ولم أصرمْكُمُ وكصارم * أخٍ قد طوى كشحاً وآبَ ليذهبا (2) وكقول بشار: لى حلة فيمن ينم * م وليس في الكذاب حِيلَه (3) من كان يخلُقُ ما يقو * لُ فحيلتي فيه قليله (4) وقال آخر: وما بى انتصار إن عدا الدهر ظالما * عليَّ، بلى إن كان من عندك النصرُ (5) * * * / وباب آخر من البديع يسمى: " التذييل " وهو ضرب من التأكيد، وهو ضد ما قدمنا ذكره من الاشارة (6) ، كقول أبى داود:
__________
(1) البيت لابي الدمنية كما في ديوانه ص 28 وحماسة أبى تمام 3 / 257 (2) ديوانه ص 89 وفى اللسان 1 / 199 " أب للسير: تهيأ للذهاب وتجهيز، قال الاعشى ... أي صرمتكم في تهيئي لمفارقتكم، ومن تهيأ للمفارقة فهو كمن صرم " وفى 3 / 407 " ويقال طوى فلان كشحه: إذا قطعك وعاداك، ومنه قول الاعشى: وكان طوى كشحا وأب ليذهبا " (3) في الكامل 2 / 17 لبعض المحدثين، وطبقات الشافعية 2 / 320 لابي الحسن التميمي، منصور ابن اسماعيل، وقد أنشدهما القاضى ابن فريعة كما في المنتظم 7 / 92 ونسبهما المرزبانى في معجم الشعراء ص 502 لابي مروان يحيى بن مروان.
وفى الموشح ص 350 عن الصولى قال: " أنشدهما أبو العباس المبرد لمحمود بن مروان بن أبى حفصة: لى حيلة ... قال المبرد: وقد ناقض هذا الشاعر، لانه قال: " وليس في الكذاب حيلة " ثم قال: " فحيلتي فيه قليلة " ثم أنشدنا لنفسه: إن النموم أغطى دونه خبرى * وليس لى حيلة في مفترى الكذب " وهما من غير نسبة في غرر الخصائص 49 والذخائر والاعلاق 106.
(4) م " يكذب " وفى الموشح ومعجم الشعراء: " يكذب ما يريد ".
(5) البيت لابي البيداء الرياحي كما في خزانة الادب لابن حجة الحموى ص 449 وفى س، ك
والصناعتين ص 314 " إن غدا الدهر ظالمي " (6) في الصناعتين ص 294 " فأيما التذييل فهو إعادة الالفاظ المترادفة على المعنى بعينه حتى يظهر لمن لم يفهمه ويتوكد عند فهمه، وهو ضد الاشارة والتعريض ... ".
(*)

الصفحة 102