كتاب إعجاز القرآن للباقلاني

إذا ما عقدنا له ذمةً * شددنا العِنَاجَ وعقد الكرب (1) وأخذه الحطيئة فقال: [قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم * شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا (2) .
/ وكقول الآخر] (3) : فدعوا نزال فكنت أول نازل * وعلام أركبه إذا لم أنزل؟ (4) وكقول جرير: لقد كنت فيها يا فرزدق تابعا * وريش الذنابى تابع للقوادم (5) ومثله قوله عز وجل: (إن فِرْعَونَ علا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيعَاً.
يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُم يُذَبِّحُ أَبناءَهُم ويَسْتَحْييِ نِسَاءَهُم، إِنَّهُ كَانَ من المفْسِدِينَ.
ونُرِيدُ أن نَمُّنَّ على الذينَ استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) ، إلى قوله: (كانوا خاطئين) (6) .
وباب من البديع يسمى " الاستطراد " (7) .
فمن ذلك ما كتب إلى الحسن بن
__________
(1) في اللسان 3 / 154 " العناج: خيط أو سير يشد في أسفل الدلو، ثم يشد في عروتها أو عرقوتها، وربما شد في إحدى آذانها " والكرب كما في اللسان 2 / 208 " الحبل الذى يشد على الدلو بعد المنين - وهو الحبل الاول - فإذا انقطع المنين بقى الكرب ".
(2) البيت في اللسان 2 / 209، 3 / 154 وفى ديوان الحطيئة ص 7 ونظام الغريب ص 199 ومبادئ اللغة ص 21 وشرح أدب الكاتب للجواليقى ص 240 وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب ص 192: " والخشبتان اللتان تعترضان على الدلو كالصليب هما: " العرقوتان " والسيور التى بين آذان الدلو
والعراقي هي " الوذم "، " العناج " في الدلو الثقيلة: حبل أو بطان يشد تحتها، ثم يشد إلى العراقى، فيكون عونا للوذم، فإن كانت الدلو خفيفة شد الخيط في إحدى آذانها إلى العرقوة، و " الكرب " أن يشد الحبل إلى العراقى، قال الحطيئة: قوم إلخ وقال ابن السيد في الاقتضاب ص 351 " وأراد الحطيئة: أنهم إذا عقدوا عقدا أحكموه وأوثقوه كإحكام عقد الدلو إذا شد عليها العناج والكرب، وليس هناك عناج ولا كرب في الحقيقة وإنما هو مثل " (3) الزيادة من م (4) البيت غير منسوب في الصناعتين ص 295 واللسان 14 / 181 وهو لربيعة بن مقروم الضبى كما في الاغانى 19 / 93 وفى اللسان " وصف فرسه بحسن الطراد فقال: وعلام أركبه إذا لم أنازل الابطال عليه؟ " (5) ديوانه ص 561 (6) سورة القصص: 4 - 8 (7) في الصناعتين ص 316 " وهو أن يأخذ المتكلم في معنى، فبينا يمر فيه يأخذ في معنى آخر وقد جعل الاول سببا إليه " (*)

الصفحة 103