كتاب إعجاز القرآن للباقلاني

اشتغالا بطلب التطبيق وسائر ما جمع فيه (1) .
وقد تعصب " عليه أحمد بن عبيد الله بن عمار " وأسرف حتى تجاوز إلى الغض من محاسنه.
ولما قد أولع به من الصنعة ربما غطى على بصره حتى يبدع في القبيح، وهو يريد أن يبدع في الحسن.
كقوله في قصيدة له أولها: سرت تستجير الدمع خوف نوى غد * وعاد قتادا عندها كل مرقد (3) فقال فيها: لعمري لقد حررت يوم لقيته * لو أن القضاء وحده لم يبرد (4) وكقوله: لو لم تدارك مسن المجد مذ زمن * بالجود والبأس كان المجد قد خرفا (5) فهذا من الاستعارات القبيحة، والبديع المقيت (6) ! ! / وكقوله: تسعون ألفا كآساد الشرى نضجت * أعمارهم قبل نضج التين والعنب (7) وكقوله: لو لم يمتْ بين أطرافِ الرماحِ إذاً * لمات، إذ لم يمتْ، من شدةِ الحزَنَ (8)
__________
(1) في الموازنة ص 13 " روى أبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح قال: حدثنى محمد بن القاسم بن مهرويه قال: سمعت أبى يقول: أول من أفسد الشعر مسلم بن الوليد، ثم أتبعه أبو تمام، واستحسن مذهبه وأحب أن يجعل كل بيت من شعره غير خال من بعض هذه الاصناف، فسلك طريقا وعرا، واستكره الالفاظ والمعاني، ففسد شعره، وذهبت طلاوته، ونشف ماؤه " (2) م " ابن عبد الله " وهو خطأ.
(3) ديوانه ص 101 وفيه " غدت تسجير ".
(4) م " لقد حردت ... لم يجرد " والموازنة 259 والوساطة 68 والموشح 308
(5) ديوانه ص 204 وفيه: " لو لم تفت ... كان الجود " والوساطة 69 والموشح 308 والصناعتين 236 والموازنة 231.
(6) م " المعيب " (7) ديوانه ص 11 والموشح 308، 322 وأخبار أبى تمام ص 30 (8) ديوانه ص 388 والوساطة ص 69 وفى الموشح ص 309 " فكأنه لو نصر أيضا وظفر كان يموت من الغم حيث لم ينصر ويقتل، فهذا معنى لم يسبقه أحد إلى الخطأ في مثله "! ! (*)

الصفحة 109