كتاب علوم القرآن الكريم - نور الدين عتر

التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضّلت بالمفصّل» أخرجه أبو داود الطيالسي وأبو عبيد (¬1).
قال أبو جعفر النحاس: «وهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: وأنه مؤلف من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد، لأنه قد جاء هذا الحديث بلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأليف القرآن، وفيه أيضا دليل على أن سورة الأنفال سورة على حدة، وليست من براءة» انتهى (¬2).
وعن سعيد بن خالد أنه قال: «قرأ صلى الله عليه وسلم بالسبع الطوال في ركعة» أخرجه ابن أبي شيبة (¬3).
وعن أوس بن أبي أوس عن حذيفة الثقفي في حديث طويل قال فيه أوس: فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن؟
فقالوا: ثلاث (¬4)، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصّل وحده» أخرجه أبو داود وابن ماجة وأحمد (¬5).
وغير ذلك يضيق المجال عن حصره.
ويشهد لذلك من حيث الدراية والعقل واقع الترتيب وطريقته، وذلك من وجهين لا يشك الناظر فيهما أن الترتيب بين السور توقيفي: أي مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الأول: مما يدل على أنه توقيفي كون الحواميم، رتبت ولاء، وكذا
¬__________
(¬1) من رواية سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة، وفي حديث سعيد لين، لكنه ورد من طريق آخر هو عمران القطان عن قتادة عند الطيالسي كما في البرهان ج 1 ص 244 و 258 فتقوى من هذه الناحية.
(¬2) البرهان ج 1 ص 258 ونقله في الإتقان بتصرف ج 1 ص 62.
(¬3) الإتقان، الموضع السابق.
(¬4) أي ثلاث سور: البقرة، وآل عمران، والنساء، وخمس سور بعدها وهكذا ... حتى يختم في أسبوع، كما سبق في حديث عبد الله بن عمرو.
(¬5) البرهان ج 1 ص 246 - 247 والإتقان 63.

الصفحة 44