كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

ولم نجد حجة قاطعة تدلنا على أول من نادى بهذا الاسم، ولكن الظاهران المخالفين اتهموهم بهذه التسمية في حياة شيخ الإسلام نفسه. وهذا هو رأي مرغليوث1. ومع أنه ليس حجة في هذا الباب إلا أن هناك قرائن أخرى تؤيد هذا2.
وقد ورد هذا اللفظ في قصيدة للملا عمران بن رضوان والغالب أنه أحد معاصري شيخ الإسلام3 فقد قال:
إن كان تابع أحمد متوهبا ... فأنا المقر بأنني وهابي4
ومعاصر مصري آخر قد ذهب إلى هذا الرأي، وأن الأعداء كانوا قد بدءوا في استعمال هذا اللقب في أيام الحروب الأولى5.
ولكن "ني بور" المعاصر الأوروبي لشيخ الإسلام لم يستعمل اصطلاح الوهابية أصلا6. فيظهر من هذا أن اصطلاح الوهابية لم يكن معروفا إلى ذلك الوقت (1764م) . ولكنه يسمي دعوة الشيخ بدين جديد (New Religion) مع أنه في النهاية يعبر عن "مذهب عبد الوهاب الجديد" بالمحمدية7، وبعد مدة قصيرة من وفاة شيخ الإسلام نجد سائحين آخرين يتكلمان في الحركة النجدية ودعوتها وهما: "علي بيك
__________
1 مقالة "الوهابية".
2 وهو الذي استظهره داؤد البغدادي (م سنة 1299 هـ / 1882 م) في كتابه صلح الإخوان. ينظر (ص: 219 notes on mahammedanism) .
3 مع الأسف لم نتمكن من معرفة عصره بالتحديد مع محاولة تامة وبعض القرائن الأخرى تدل أنه لم يكن معاصرا لشيخ الإسلام.
4 الهدية السنية: 110.
5 محمد حامد الفقي: 5 , 6.
6 وهو السائح الأوربي الأول الذي ورد البلاد العربية. يراجع باب المراجع.
7 المجلد الثاني: 133- 135.

الصفحة 167