كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

عباسي باديا" (سنة 1807م) و "برك هارت" (سنة 1814م) .
أما (باديا) فقد وصل إلى الحجاز قبل احتلال المصريين، ومع الأسف لم توجد رحلته الأصلية حتى نعرف هل استعمل هذا الاصطلاح أم لا؟ والمقتطفات التي أتى بها (هوغارث) لا تسفر عن رأي صحيح1.
وأما برك هارت فقد جاء إلى الحجاز بعد استيلاء محمد علي المصري في سنة 1229هـ / 1814م، وألف مذكرة في أخبار الوهابيين في سنة 1816م، وقد نشرت هذه المذكرة فيما بعد في مجلدين باسم (مذكرات في البدو والوهابيين) Wahhabys) and The Bedouins on The Notes ((سنة 1831م) وقد أكثر من استعمال كلمة (الوهابي فقلما تجد صفحة من المجلد الثاني تخلو عن هذا اللفظ. وفي أيام قريبة منه رتب عبد الرحمن الجبرتي (م سنة 1238هـ) تاريخه، وهو أيضا يكثر من استعمال هذا الاصطلاح2.
فيقول في حوادث سنة 1218هـ: "وحضر صحبة الحاج كثير من أهل مكة هروبا من الوهابي، ولغط الناس في خبر الوهابي واختلفوا فيه3.
ويظهر من هذا أن هذا الاصطلاح كان شائعا أيام الغارة المصرية، والكتاب فيما بعد يذكرون هذه الجماعة باسم "الوهابي" دائما. وقد قلنا آنفا: إن مجرد التسمية لا حرج فيه ولكن هذا الاسم قد أشيع وكأنه مذهب خارج عن الإسلام. وهذا ما نشكو منه ولهذا أوليته عناية خاصة في صدد ذكر الافتراءات.
أول المفترين:
وأول من بدأ نسبة الأكاذيب والافتراءات إلى شيخ الإسلام في حياته هو سليمان
__________
1 ص: 78- 81.
2 يلاحظ: المجلد الثالث: ص: 232: 235: 252.
3 عجائب الآثار 3: 225.

الصفحة 168