كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

والغريب أن "ني بور" أيضا اعتمد على هذه الشائعات وكتب: "إن محمد بن عبد الوهاب كان يعظم الرسول إلا أنه ما كان يؤمن بالوحي، أو الإلهام بواسطة الملائكة1 ".
ونموذج قبيح من هذا القبيل نجده في مذكرات رافنشا (Rawensha) التي كتبها2 أثناء محاكمة الشيخ أحمد الله الصادقبوري3 حينما كان حاكما لمديرية بتنة:
"ولقد كان هذا المصلح يرى أنه لم يوجد إلهام لأي إنسان على طريق مباشر من عند الله، ولم يوجد أي كتاب يمكن أن يوصف بأنه إلهامي (Divine) ، ويظهر من هذا أن عبد الوهاب (؟) لم يكن يرى أن ثمة دينا إلهيا. فإنه إذ يسمي الدين المحمدي دينا إلهيا فليس ذلك لأنه منزل من عند الله بل لمجرد كماله وشموله".
ويضيف إلى ذلك: "إن المسلمين المثقفين (المحمديين) قد استقبلوا بحرارة في البدو الذين لم يسلموا أبدا بأن محمدا رجل مصطفى (Divine) ولم يؤمنوا بالقرآن بأنه كتاب إلهي".
ومذكرة هذا الرجل الذي كان يحكم مديريتنا في سنة 1865م مليئة من مثل هذه الجهالات، وكذلك لقد تفضل "المحسن المعروف" على مجاهدي الهند "سير وليام
__________
1 رحلة ني بور 2: 134.
2 كلكته كزت عدد 20 سبتمبر سنة 1865 ملحق 437 , 445.
3 كان الشيخ أحمد الله الصادقبوري أحد الأفراد البارزين في بيت "صادقبور" وكان هذا البيت ذا صلة وثيقة بجماعة السيد أحمد الشهيد رحمه الله. ولقد حوكم بتهمة مؤامرة سنة 1865 م / 1218 هـ، وعوقب بالنفي والسجن المؤبد من المحكمة العليا، فبقي منفيا في جزر أنديمان سبع عشرة سنة وتوفي هناك في ذي الحجة سنة 1298 هـ. نوفمبر سنة 1881 م". وللتفصيل يراجع كتابي: الحركة الإسلامية الأولى في الهند.

الصفحة 172