كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

الصادرة في بتنة بعنوان "الوهابية: حركة دينية وسياسية"، وحظيت بالقبول والرضا في المحافل المختصة.
وفي خلال البحث مر ذكر الحركة الوهابية- كما يقال في الغالب- في نجد أكثر من مرة. وعثرت على افتراءات واتهامات لم أستطع أن أصبر عليها. وأكبر خطأ وقع فيه الصديق والعدو هو الزعم بأن حركة التجديد والإمامة للشهيد أحمد إنما هي فرع للحركة الوهابية في نجد.
لا شك أن مأخذ الحركتين واحد، وهدفهما واحد، والذين قاموا بهما كانوا من رافعي لواء الكتاب والسنة. وكل منهما كان مجاهدا متحمسا، ولكن هذه حقيقة لا تجحد أن أحدهما ليست له أي علاقة- بعيدة أو قريبة بالآخر أعني أن أحدهما لم يستفد من آراء الآخر. فقد كانت تلكما الدعوتان كل منهما بعيدة عن الأخرى، وفي أحوال خاصة نشأت وترعرعت.
ومع اتحادهما في الأصل- أي دعوة الرجوع إلى الكتاب والسنة- تظهر انطباعات محلية خاصة في كل من الدعوتين، وتختلف كل منهما عن الأخرى في كثير من الأمور الفرعية.
وقد قلت آنفا إني قد مررت على افتراءات حول دعوة التجديد النجدية فلم استطع أن أصبر.
وهكذا اضطر هذا العاجز أن يرتب الكتاب على قسمين. وأن هذه الصفحات في سيرة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب النجدي، ودعوته هي المجلد الأول لذلك الكتاب المقترح. والمجلد الثاني سيكون في حركة التجديد والإمامة في الهند من استشهاد السيد أحمد (1831 م- 1246 هـ) إلى سنة 1871 م، واستعرض فيه الأعمال والجهود والخدمات استعراضا دقيقا.
(2)
وهنا أريد أن أوضح أمرا وهو أنني لا أقصد حينما أدون تاريخ الوهابية النجدية أو الوهابية الهندية أن أشعر الناس أن الحق قد انحصر في اتباع أحد هاتين الجماعتين، أو أني أرى هاتين الجماعتين مدرسة خاصة، أو مذهبا خاصا كالمدارس الفكرية الأخرى - دينية كانت أو أدبية - يمكن أن يزعم هذا بعض الدعاة الخاملين أو الأتباع المتشددين، ولكنني أرى أن التحزب يلحق بالإسلام والمسلمين أشد الضرر، والحق عندي هو

الصفحة 18