كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

ومن جملة هذه الأكاذيب ... ما ذكره أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - يسفك الدماء وينهب الأموال ويتجارى على قتل النفوس ... وتكفير الأمة المحمدية في جميع الأقطار. وهذا كله كذب1.
فأهل نجد ينفون اتهام التكفير العام نفيا قاطعا، وأما بعد إتمام الحجة والتبليغ فيظهر أنهم يقولون بالتكفير والقتال:- {فلم يكفر رحمه الله إلا عباد الأوثان من دعاة الأولياء والصالحين وغيرهم ممن أشرك بالله، وجعل له أندادا بعد إقامة الحجة ووضوح المحجة، وبعد أن بدءوه بالقتال فحينئذ قاتلهم وسفك دماءهم ونهب أموالهم، ومعه الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة2} وهنا عذر آخر زائد على إقامة الحجة، وهو أن الأعداء هم بدءوا القتال.
وفي موضع آخر ذكر من أقوال الشيخ:- {فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين، نحكم بأنهم مشركون، ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية3} .
ومن هذه المقتطفات تبين لنا أن الشيخ وأتباعه يشترطون الإبلاغ وإقامة الحجة قبل التكفير والقتال، ولذلك نجدهم ينفون اتهام التكفير العام أشد النفي، نعم إنهم لا يرون عبادة القبور والأعمال الشركية الظاهرة كفرا عمليا فقط، كما جرت عادة الناس التفريق بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي4. فهؤلاء يرون أن توحيد الربوبية
__________
1 تبرئة الشيخين الإمامين: 85.
2 تبرئة الشيخين الإمامين: 86.
3 الهدية السنية.
4 وذكرت مجلة إشاعة السنة (العدد الخامس من المجلد السادس سنة 1300 هـ / 1882 م) "أهل الحديث في الهند يخالفون وهابية نجد في هذا التكفير والقتال: 217". وقد أكد على هذا السيد صديق حسن خان في موائد العوائد" إلا أن أسلوبه معقد، وسبب اعتماده على كتاب الكولونيل فنديك [المرآة الوضية في الكرة الأرضية] كتب بعض الأشياء خطأ مما لا تصح نسبتها إلى أهل نجد (المؤلف) [راجع التعليق ص: 211 المترجم] .

الصفحة 180