كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

ولا شك في وحدة المدرسة (المسجد النبوي) مع وحدة المصدر الحقيق أي: الكتاب والسنة إلا أننا لا نعلم وحدة الأساتذة.
ذكر لبيب البتنوني طلبه العلم في مكة المكرمة لكن لا تؤيده أي رواية صحيحة معتمدة. توجه الشيخ من المدينة النبوية إلى البصرة، ودرس على الشيخ محمد المجموعي الحديث واللغة ولازم صحبته. ويروي ابن بشر عن أستاذه عثمان بن منصور الناصري أن أولاد الشيخ محمد المجموعي أيضا كانوا ذوي باع طويل في العلم1.
وكان يريد الشام أيضا2، لكن قلة الزاد حالت دون همه هذا فرجع إلى حريملاء (نجد) بطريق الأحساء حيث انتقل والده في سنة 1139 هـ/ 1726 م من العيينة.
في ميدان الدعوة:
كان ابن عبد الوهاب مولعا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ صغر سنه، وصارت البدع تقلق باله منذ دراسته الابتدائية في الفقه والحديث في العيينة. وكلما وجد عملا يخالف أصول الدين حاول أداء فريضة النهي عن المنكر.
توجه إلى الحديث بعد ما استفاد في المدينة النبوية من محمد حياة السندي، وعبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي، ثم رفع بصره ونظر حواليه، فرأى العالم مغطى في رداء أسود من الضلال، وحسبما عرفنا أن الشيخ أول ما رفع صوته بإنكار الاستغاثة كان في تلك الأيام وعيل صبره حينما رأى أعمال الجهلة عند قبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وذات
__________
1 عنوان المجد ص 1 / 8.
2 أما مرغليوث فقد تجاوز الحد (دائرة المعارف الإسلامية 4: 1086 , 1089) في الافتراءات والأكاذيب, حيث يقول: تزوج في بغداد وقد ماتت وتركت ألفين.. زار كردستان وهمذان, وقم, وأصفهان وأقام هناك. كذلك برائجس abrief history of wahhaby p.7) وهيوجز (ص: 659) وزويمر (ص: 192) وبالغريف (4: 363) ذكر بعضهم أنه سافر إلى بغداد، وبعضهم ذكر سفره إلى دمشق، وبعضهم جمع بينهما. ولكن الحقيقة أن شيخ الإسلام لم يجد فرصة التجاوز عن البصرة، ولا نجد دليلا على سفره إلى بغداد أو الشام أو مصر.

الصفحة 34