كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

بالمعروف والنهى عن المنكر، والجهاد) ، وألقى خطبة موجزة ذكر فيها المساوئ الموجودة في أهل نجد، ولفت نظره إلى إصلاحها فتأثر الأمير ونطق قائلا:
"يا شيخ! إن هذا دين الله ورسوله، الذي لا شك فيه، وأبشر بالنصرة لك، ولما أمرت به، والجهاد ممن خالف التوحيد، ولكن أريد أن اشترط عليك اثنين:
1. نحن إذا قمنا في نصرتك والجهاد في سبيل الله، وفتح الله لنا ولك البلدان أخاف أن ترتحل عنا وتستبدل بنا غيرنا.
2. إن لي على الدرعية قانونا آخذه منهم في وقت الثمار أخاف أن تقول لا تأخذ منهم شيئا. قال الشيخ: أما الأولى: فأبسط يدك. الدم بالدم والهدم بالهدم. وأما الثانية: فلعل الله أن يفتح لك الفتوحات، فيعوضك الله من الغنائم ما هو خير منها.
فبايع الأمير على يد الشيخ، وعهد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأظهر الاستعداد للعمل بالكتاب والسنة، وجرى هذا في سنة 1157 هـ أو سنة 1158?1. وما أن بايعه الأمير حتى بدأ الناس يأتون إليه زرافات ووحدانا، يستفيدون من علمه ويجددون إيمانهم، وانتقل من العيينة إلى الدرعية أصحابه وتلاميذه الأقدمون، وكان منهم بعض أقرباء الأمير عثمان بن معمر نفسه.
الجيل الأول:
كان الناس ينجذبون إلى الشيخ من أيام قيامه في العيينة، إلا أنهم كانوا قد قضوا مدة طويلة تحت ظلمات البدع، فكانوا يتلكئون في الإذعان للحق، ولكن إقامته في
__________
1 يذكر ابن غنام موجز هذه الأمور في حدود سنة 1157 هـ حيث يقول: "كانت هذه الأمور في حدود سنة سبع وخمسين بعد المائة والألف من الهجرة (2: 4) ، وأما ابن بشر فيذكر تاريخ انتقاله إلى الدرعية سنة 1158 هـ (1: 15) وبقية التفاصيل مأخوذة من عنوان المجد (1: 11 , 12) .

الصفحة 43