كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه
مقدمة
بقلم العلامة الأديب الدكتور محمد تقي الدين الهلالي
الحمد لله الذي نصر نبيه، وخليله محمدا صلى الله عليه وسلم بالرعب مسيرة شهر، وجعل النصر حليف من اتبعه إلى آخر الدهر. وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم صلاة وسلاما بلا حصر.
أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى رحمة ربه المتعالي محمد تقي الدين الهلالي: لا يخفى أن الإمام الرباني الأواب محمد بن عبد الوهاب، قام بدعوة حنيفية جددت عهد الرسول الكريم والأصحاب. وأسس دولة ذكرت الناس بدولة الخلفاء الراشدين وقهرت الشياطين.
وأحيت ما اندثر من علوم كتاب الله وسنة النبي الكريم. ولا شك أن معرفة أخبار هذه الدعوة وصاحبها تهم كل طالب علم من الموافقين والمخالفين، بل من المسلمين والكافرين وكذلك وقع، فإن المؤلفين في تاريخ هذه الدعوة المباركة لا يحصون كثرة من جميع أجناس بني آدم على اختلاف لغاتهم وميولهم وأذواقهم ما بين قادح ومادح ومتوقف محايد.
ومع كثرة التآليف التي صنفت في هذا الباب منها المطول الذي يستغرق مجلدات، ومنها المتوسط، ومنها المختصر، لا تكاد تجد من بينها كتابا جامعا لأشتات المباحث مع المقابلة والنقد والتحقيق والتمحيص.
ويصعب على طالب العلم أن يقرأ كل ما ألف في ذلك، وأن يحيط بما هنالك، ولو فرضنا أنه استطاع قراءة ذلك لشقت عليه المقابلة، واستخراج الحقيقة من بين تلك الآراء المتضاربة. فبقي طلاب الحقيقة والتلخيص في حاجة إلى من يستخلص لهم زبدة أخبار هذه الدعوة وخلاصتها بدون تحيز ولا تعصب. وهذا نادر ولا نقول إنه معدوم.
وقد وفق الله تلميذي البر الأستاذ الأديب مسعود عالم الندوي إلى القيام بهذا العمل الشاق، فبلغ فيه ذروة النجاح، وأفلح فيه غاية الفلاح بعد ما طالع بإمعان وتحقيق
الصفحة 5
222