كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

في الدنيا وما فيها، وقليل من الناس من حظي بمثل هذا القبول في حياته1. وقال تلميذه ابن غنام مرثية مطلعها2
__________
1 ابن غنام 2: 74 وابن بشر 1: 95. وقد أخطأ المؤرخون الآخرون الغربيون منهم والشرقيون في تاريخ الوفاة أيضا. وعلى سبيل المثال يراجع بروكلمان (ملحق 2: 530) ومرغليوث (دائرة المعارف الإسلامية 4: 1086) ولبيب البتنوني (الرحلة الحجازية ص: 86) .
2 روضة الأفكار: 175. ومن أبيات هذه القصيدة المبكية:
لقد كسفت شمس المعارف والهدى ... فسالت دماء في الخدود وأدمع
إمام أصيب الناس طرا بفقده ... وطاف بهم خطب من البين موجع
وأظلم أرجاء البلاد لموته ... وحل بهم كرب من الحزن مفظع
شهاب هوى من أفقه وسمائه ... ونجم ثوى في الترب واراه بلقع
وكوكب سعد مستنير سناؤه ... وبدر له في منزل اليمن مطلع
وصبح تبدى للأنام ضياؤه ... فداجى الدياجي بعده متقشع
إلى أن قال:
لقد وجد الإسلام يوم فراقه ... مصابا خشينا بعده يتصدع
وطاش ذووا الإسلام والفضل والنهى ... وكادت له الأرواح تترى وتتبع
وطارت قلوب المسلمين بموته ... فضجوا جميعا بالبكاء تأسفا
وظنوا به أن القيامة تقرع ... وفاضت عيون واستهلت مدامع
وكادت قلوب بعده تفجع ... يخالطها مزج من الدم مهيع
بكته ذوو الحاجات يوم فراقه ... وأهل الهدى والحق والدين أجمع
(المترجم) .

الصفحة 53