كتاب محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه

أكثر من سبعين كتابا بلغات مختلفة، واستخرج منها المسائل المهمة في العقيدة، والتاريخ تاريخ الدعوة، وتاريخ ملوك آل سعود من أولهم إلى يومنا هذا، وما جرى بينهم وبين خصومهم من حروب ومهادنات باختصار غير مخل، وأسلوب غير ممل. فوضع بين أيدينا تاريخ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وما نتج عنها من فتوح دينية ودنيوية، ووضع المسائل التي اختلف فيها المؤرخون في ميزان الذهب حتى حققها غاية التحقيق، ونفي افتراء الأعداء، وأكاذيبهم بالبراهين القاطعة، وبشهادات شهود العيان من المسلمين وغير المسلمين.
... ومليحة شهدت لها ضراتها ...
... والفضل ما شهدت به الأعداء ...
وكنت عالما أن تلميذي الأستاذ مسعود عالم الندوي ألف هذا الكتاب، وسماه "محمد بن عبد الوهاب" المصلح المفتري عليه، ولكن لما كان بلغة اردو لم أقرأه. وما كنت أظن أنه بلغ في العلم والتحقيق وسعة الاطلاع إلى هذا الحد الذي رأيته فبهرني "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".
وقد أتحف مسعود عالم بهذه التحفة قراء لغة "أردو" منذ زمان، وحرم منها غيرهم مع أن جميع طلاب الحقيقة في أشد الحاجة إلى هذا الكتاب. إذ يصعب بل يستحيل أن يجدوا هذه المسائل محققة كما هي، مجتمعة في كتاب واحد لا تزيد صفحاته على مائتين. فالفضل لله سبحانه وتعالى في إخراج هذا الكتاب، ثم لمسعود عالم الندوي، وقد كان أفضل تلامذتي في كلية ندوة العلماء التي دعاني إلى التدريس فيها بل إلى رئاسة أساتذة الأدب العربي فيها، الأستاذان الجليلان: السيد سليمان الندوي، والدكتور عبد العلي - رحمة الله - عليهما. فأقمت فيها من أول سنة 1349 هـ إلى شعبان من سنة 1352 هـ، وما رأيت في الاجتهاد والتحصيل مثل مسعود عالم. وكان كذلك مخلصا أيضا في دينه، وذا أخلاق كريمة وشجاعة لا يخاف في الحق لومة لائم.
ولم يقتصر على ما حصله على يدي في تلك المدة، بل سافر من الهند إلى بغداد، وأقام عندي سنة وبصحبة الأستاذ عاصم الحداد. فلازم دروسي في المسجد والبيت، ولم أر فيه نقصا إلا التعصب للمذهب الحنفي. فقد كان يخالفني في هذا الباب مع شدة احترامه لي.

الصفحة 6